تنفيذ وصية الجدة في عدم حضور أخيها جنازتها

0 273

السؤال

جدتي مريضة جدا، وأخبرنا الأطباء أنه لا أمل في العلاج، فقدر الله اقترب.

سؤالي: هو أن لها أخا أصغر منها، لم يكن يسأل عنها، وكان يؤذيها ويؤذي أمه قبل وفاتها، ومعروف عنه أنه يأكل أموال الناس بالباطل، كانت قد أوصت ألا يمشي في جنازتها، وألا يصلي عليها، وألا يحملها إلى قبرها، فهل إذا جاء ومنعناه من الصلاة عليها كنا آثمين؟

أرجو الرد سريعا وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أفنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا – يا بنيتي - أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يشفي جدتك وأن يلطف بها وأن يرزقها حسن خاتمة، وأن يتولاها بعنايته ورعايته، وأن يربط على قلوبكم، وأن يعينكم على برها وإكرامها والإحسان إليها، وأن يعافينا وإياكم وسائر المسلمين من كل علة ومكروه وسوء، إنه جواد كريم.

أما بخصوص ما ورد برسالتك - ابنتي الكريمة أفنان حفظك الله – تقولين إن جدتك مريضة جدا وأنه قرر الأطباء أن شفاءها بيد الله تبارك وتعالى ولعلها في أيامها الأخيرة، أما عن أخيها هذا الذي ذكرت منه أنه كان يؤذيها ويؤذي أمه قبل وفاتها وأنه يأكل أموال الناس بالباطل، أولا نسأل الله أن يغفر له وأن يتوب عليه، ونسأل الله أن يهديه وأن يصلحه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وأما عن وصيتها بألا يمشي في جنازتها وألا يصلي عليها وألا يحملها إلى قبرها، فهذه وصية - أختي الكريمة – لا تنفذ؛ لأنه ليس من حق أحد - بارك الله فيك – أن يمنع أحدا أن يمشي في جنازة أحد حتى على فرض أنه كان رجلا أجنبيا فأنا لا أستطيع أن أمنعه، فلا يستطيع أحد أن يقول له لا تمش في جنازة أختك أو جنازة أمك أو لا تمشي في جنازة عمتك، أو لا تصل عليها، فهذه أمور صعبة، والعلماء نصوا على أن الوصية إذا كانت صعبة التنفيذ لا يلزم تنفيذها؛ لأن هذه بهذه الكيفية قد تؤدي إلى مزيد من قطيعة الرحم وتؤدي إلى مزيد من المشاكل، وأيضا من الذي يستطيع أن يمنعه؟! لو أن أحدا أراد أن يمنعه وقد يكون رجلا شرسا سيء الألفاظ والعبارات والتصرفات فتتحول الجنازة إلى مشكلة أخرى جديدة، ولذلك أقول:

لستم آثمين في عدم تنفيذ هذه الوصية، والرجل لعله لا يأتي بالمرة أو يأتي على اعتبار أنها أخته وأنه من أولى الناس بها، ولعله يتعظ أو يتذكر، لعله ينتبه أو يفيق من غفلته، فأقول: لا تنفذوا هذه الوصية لصعوبة تنفيذها، ولما يترتب عليها من مشاكل، ولأنه ليس هناك أثر شرعي مترتبا عليها؛ لأنها لن تتضرر بمشيه أمامها أو وراءها أو معها أو حملها إلى قبرها، لن يحدث لها مكروه، وهو بما أنه رجل عاق فإن الله تبارك وتعالى سيحاسبه بعدله أو يعفو عنه برحمته وفضله.

ولذلك أقول: لستم آثمين في عدم تنفيذ هذه الوصية واتركوا الأمر على طبيعته، فإن جاء ووقف كما يقف غيره من الناس فبها ونعمت، وإن لم يأت فقد كفيتم الأذى - بإذن الله تعالى - .

أما إنكم آثمين في عدم تنفيذ الوصية فأقول لا، وأيضا لا يجوز لكم أن تمنعوه لأن هذا ليس من حقكم، رجل يريد أن يصلي على أمه أو امرأة غيرها ليأخذ الأجر على صلاة الجنازة فمن الذي يملك أن يمنعه، ليس من حق أحد أن يمنع أحدا مهما كان، دعوه لعل الله تبارك وتعالى أن يصلحه، ولستم آثمين في عدم تنفيذ وصيتها؛ لأنها ليست وصية موافقة للشرع، نسأل الله تعالى أن يلطف بها وأن يشملها بعنايته ورعايته، كما نسأله تبارك وتعالى أن يصلح أخاها وأن يغفر له وأن يتوب عليه، وأن يجعل ما حدث لها عظة له لعله أن يفيق من غفلته ولعله أن يؤوب ويرجع إلى رشده وصوابه، ولعله أن يتوب إلى الله تبارك وتعالى؛ لأنه كما ورد: (كفى بالموت واعظا) فكم من إنسان قلبه كالحجر إذا رأى الموت تذكر واعتبر.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يلطف بها بلطفه وأن يتولاها بعنايته ورعايته، وأن يغفر لأخيها وأن يغفر لنا أجمعين، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات