السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت أعاني من القلق النفسي الشديد، ونوبات من الهلع المتكرر يوميا، ولعدة مرات في اليوم الواحد، وما يصاحب ذلك من أعراض وألم، ومن خلال سؤالي لكم بتاريخ: ( 4 / 10 / 2005 )، رقم الاستشارة: (242500)، وإجابتكم الغراء وشكري وتقديري، لم أجد أو لم تتوفر الأدوية التي وصفتموها لي في إجابتكم في منطقتنا في حينه. وبعد فترة وبالتحديد بتاريخ: ( 20 / 5 / 2006 ) عولجت بالعقار المسمى ( سيتالوبرام )، كدواء بديل وبموافقة الصيدلي وبجرعة ( 10 ملغ ) قبل النوم، واستمريت في العلاج لمدة سنة كاملة وبنفس الجرعة، حيث تحسنت حالتي تدريجيا بشكل كبير، والحمد لله والشكر والتقدير لكم.
بعد سنة من العلاج توقفت عن العلاج ولمدة أسبوعين، حيث رجعت لي نفس الحالة تدريجيا ومن جديد، ومن ثم بدأت بالعلاج مرة أخرى بنفس العقار وبنفس الجرعة ( 10 ملغ سيتالوبرام قبل النوم )، فتحسنت حالتي من جديد والحمد لله، وأنا مستمر على هذا العلاج لليوم.
سؤالي لكم اليوم: كم أستمر على هذا العلاج؛ حيث إنني مستمر عليه ما يقارب السنتين مع فترة الانقطاع -أسبوعين- فقط؟
هل هناك ضرر كبير من الاستمرار من استعمال هذا الدواء؛ حيث لاحظ أهلي وأصدقائي بأنني أعاني من العصبية الشديدة، وحالات النرفزة في الفترة الأخيرة، فهل هذا بسبب الاستعمال المستمر لهذا العقار أم هي حالة عابرة؟
هل هناك علاج بديل، أم أتوقف عن العلاج نهائيا، مع أني خائف من رجوع نوبات الهلع من جديد وما يصاحبها من أعراض؟
هذا ولكم التقدير والاحترام، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو كاوه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
الحمد لله أنت قد تحسنت على جرعة صغيرة جدا من عقار سيتالوبرام، والأعراض التي تعاني منها الآن لا علاقة لها مطلقا بالدواء، فهي أعراض لحالة القلق التي تعاني منها، ونوبات الهلع هي جزء من القلق النفسي، والذي أراه أن الجرعة التي تتناولها من الدواء هي جرعة صغيرة جدا، وجرعة وقائية، ولا ترقى لمستوى الجرعة العلاجية، والحمد لله الذي قد أنعم عليك بالصحة والعافية على هذه الجرعة الصغيرة، والذي أود أنصحك به الآن أن ترفع الجرعة إلى 20 ملم في اليوم، علما بأن جرعة سيتالوبرام يمكن أن تصل حتى 60 ملم أو 80 ملم في اليوم، ولكن أنت لست بحاجة إلى أكثر من 20 ملم.
إذن: أخي الكريم! ارفع الجرعة إلى 20 ملم في اليوم، ولا مانع أن تستمر على هذا الدواء لمدة سنتين أو ثلاث سنوات من الآن، ولا خوف منه مطلقا، ولا شك أن الظروف في العراق مقدرة تماما، وأنا أرى أن جرعة حبة واحدة في اليوم 20 ملم هي ما بين الجرعة العلاجية والوقائية، ولا مانع أن تستمر عليها، ولا يوجد أي ضرر من استعمال هذا الدواء.
الشيء الوحيد الذي يحدث كأثر جانبي، هو أن هذا قد يؤخر القذف قليلا لدى بعض الرجال، وهذا يلاحظ في بداية العلاج ولا يلاحظ في الاستمرار معه، كما أن هذا العرض الجانبي يلاحظ في الجرعات الكبيرة، عموما حتى إن حدث لك ذلك، فأرجو أن لا تنزعج مطلقا.
أؤكد لك أن الحالة هي حالة عابرة مرتبطة بأن الجرعة صغيرة، وأن الموصلات العصبية حدث لها ما يعرف بالإطاقة، وأصبحت لا تستجيب للجرعة الصغيرة، ولابد أن ترفع الجرعة إلى المستوى العلاجي، وهذا ما نصحتك به سابقا، وهو أن ترفع الجرعة إلى 20 ملم يوميا.
توجد أدوية بديلة كثيرا جدا، لكن ما دام أنك قد ارتحت على سيتالوبرام، فلماذا لا تستمر عليه؟
عموما؛ الأدوية هي: (سبرالكس وجرعته 10 – 20 ملم، والفافرين ويبدأ بجرعة 50 ملم في اليوم، وترفع الجرعة بعد ذلك كل أسبوعين حتى تصل إلى 200 ملم في اليوم، كما أنه يوجد عقار زولفت وجرعته هي 50 ملم يوميا لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة 100 ملم، أو حتى إلى 150 ملم في اليوم، وهذه هي الأدوية البديلة)، ولكن أخي الكريم! أرجو منك أن تستمر على سيتالوبرام على الجرعة التي نصحتك بها، ولا داعي للخوف مطلقا، وعليك أخي أن تمارس الرياضة، وعليك أن تقوم بتمارين الاسترخاء التنفسي:
استلق في مكان هادئ وخذ نفسا عميقا بكل قوة وبطء، ثم بعد ذلك أخرج الهواء بقوة وبطء، فهذا يساعد في إجهاد نوبات الهلع.
أرجو أن تستثمر وقتك بما هو إيجابي، وعليك بالإكثار من الدعاء أن يرفع الله عنك الذي تعاني منه، وأن يحفظكم في العراق.
وبالله التوفيق والسداد.
==========
انتهت إجابة الدكتور النفسي/ محمد عبد العليم، ولمزيد من الفائدة عن علاج القلق سلوكيا يمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات: (261371 - 263666 - 264992 - 265121).