السلام عليكم.
أعاني منذ أربع سنوات من احتكاك في فقرات (4/3) على مستوى الرقبة، أي (Arthrose cervicale)، وأعلم أنه لا يوجد دواء لهدا المرض إلا بالمسكنات، وقد تعالجت وقمت بتمارين رياضية ولكني لم أتحسن، فهل بإمكان المرض أن ينتقل إلى أماكن أخرى من الجسد؟ وهل له علاقة بآلام الرأس؟! علما أنه كلما كان الألم من الجهة اليمنى للرقبة والكتف فإن رأسي يؤلمني من نفس الجهة والعكس كذلك.

وأشعر بآلام وتنميل وثقل في رجلي اليسرى من الخلف على مستوى الساق والفخد، وتؤلمني رجلي عندما أمشي، فهل هذا هو عرق النسا؟ وهل له علاقة بآلام الرقبة أو من لديه نقص في الغضروف يكون لديه عرق النسا؟ وهل مرض (Arthrose cervicale) وراثي؟

علما بأن كل عائلتي لديها نفس المرض من الأب إلى الأبناء، لكن الأب والأعمام وصلوا سن الستين، ونحن في الثلاثينات من العمر، وقد سمعت بأن هناك دواء وهو عبارة عن حقنة تستعمل لمدة عامين لإزالة الألم لهذه المدة، فهل هذا صحيح أم لا؟ وإذا كان صحيحا فما هو؟ وهل له تأثيرات جانبية؟

وشكرا لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السيدة غنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيعتقد في مثل سنك أن سبب الألم هو الشد العضلي، وهو أكثر سبب لآلام الرقبة في مثل سنك؛ لأن الاحتكاك بين الفقرات عادة ما يكون في سن أكبر من سنك، وكثيرا ما يكون هناك بعض التغيرات البسيطة في الرقبة في الصورة الشعاعية، ولا تكون هي السبب في الألم وإنما يعلق عليها الأطباء سبب الألم، وفي كثير من الأحيان تكون هذه التغيرات في الصور في الأمام من الفقرة وليست هي السبب في الألم.

وأهم سبب لآلام الرقبة العضلي هو وضعية الرقبة، فيجب أن تنتبهي إلى وضعية الرقبة أثناء العمل أو أثناء الجلوس؛ لأنه إذا لم تغيري هذه الوضعية فإن الألم لن يتحسن، وعملك ككاتبة قد يتطلب منك أن تكون الرقبة محنية وكثير من الذين يقومون بأعمال السكرتارية عندما يقومون بالرد على التليفون فإنهم يضعون السماعة بين العنق والكتف ويتكلمون فترة طويلة، وهذا يسبب حصول تقلص في العضلات، وبالتالي فإن الألم يستمر أحيانا لفترات طويلة، ويسبب ألم الرقبة في انتشار الألم إلى الرأس وأحيانا إلى حول العين أو مقدمة الرأس أو خلف الرأس وذلك حسب العضلة التي تسبب الألم.

لذلك فإن أول شيء عليك عمله هو مراقبة وضعية رقبتك أثناء العمل، فيجب تقويم الوضعية والمسكنات وتمارين خاصة لتقوية ومد عضلات الرقبة.

وأما التنميل فيجب معرفة موضعه تماما وانتشاره؛ لأنه قد يكون أحد أعصاب الرجل وليس عرق النسا؛ لأن عرق النسا ليس له علاقة بما في فقرات الرقبة، إلا أنه عند الكبار من السن يكون معظم من يشتكي من احتكاك في الرقبة لديه احتكاك وبروزات عظمية في الظهر تسبب ضغطا على جذر العصب، وأما بالنسبة للعائلة فإذا كان الآباء عندهم هذا الاحتكاك فإن الأولاد يكونون أكثر عرضة لذلك.

وأما الحقنة في الرقبة فهي تعطى لاستطبابات معينة، فمثلا تعطى في حالات وجود آلام مبرحة سببها الضغط على جذر العصب أو تعطى في حالات احتكاك في مفاصل معينة في الفقرات، وهي تتم تحت المراقبة الشعاعية وبعد عمل تصوير طنين مغناطيسي للرقبة للتأكد من أن سبب الألم هو الذي سيتم حقنه، وقد يدوم التحسن من عدة أشهر إلى فترة أطول.

والله الموفق.