السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ عام ونصف تم تشخيص آلام في أسفل الظهر وآلام في الحوض وأسفل القدم اليسرى في منطقة الأصابع على أنها انزلاق بسيط في بعض الفقرات القطنية، وذلك بعد عمل صورة رنين مغناطيسي، وأعطاني استشاري جراحة العظام مسكنات وكريم جيزال في وقت الألم، وقد نصحني بالراحة التامة وعدم حمل أشياء ثقيلة والنوم على سطح منبسط، وتحملت الألم أثناء الامتحانات وفترة المذاكرة والدراسة، وفي فترة الإجازة ارتحت راحة تامة فزالت الآلام حتى نسيتها.
والآن عملي مكتبي يتطلب الجلوس فترات طويلة خلف المكتب، فبدأت الآلام تعاودني في الفترة الأخيرة بصورة أكبر، وكانت مصحوبة بخدر في كامل القدم اليسرى، وأحيانا في عضلات الفخذ، فرجعت إلى الاستشاري فنصحني بالراحة التامة في فترة الإجازة الأسبوعية وعدم الجلوس لفترات طويلة، وبعد الاطلاع على بعض الاستشارات المتعلقة بالمرض في موقعكم تعلمت بعض الأمور التي تخفف الألم كالتحرك في المكتب بين فترة وأخرى وغيرها، فما أثر الرياضة على عرق النسا؟ وما هي الرياضات المسموح بها؟ ومتى يتطلب عرق النسا التدخل بالعلاج الطبيعي أو التدخل الجراحي؟!
أفيدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيجب التأكد من أن ما تعاني منه هو عرق الانسا (وليس عرق النسا)، فليس كل ألم في الظهر هو عرق النسا، وأعراضه أن يشعر المريض بآلام في الظهر مع انتشار للألم بشكل لامع أو بشكل شوط الكهرباء ينتشر إلى الأسفل، إما إلى الخلف من الفخذ ثم إلى الرجل والقدم أو في جنب الفخذ الخارجي ويصل إلى أعلى الأصابع - الكبير والذي يليه -، وتزداد الآلام مع السعال والعطاس والجلوس الطويل.
ووجود انزلاق بسيط بالصورة الشعاعية تجده عند الكثير من الناس الذين لا يشكون من آلام في الظهر ولا يسبب ألما، لذلك يجب التأكد من أن العصب مضغوط وأن مكان الانضغاط يتماشى مع الأعراض الجانبية.
وأما التنميل فإنه من أعراض الديسك إلا إن كان فقط في القدم فيجب التأكد من أن السبب ليس انضغاط عصب في الرجل أثناء الجلوس وانضغاط الرجل على حافة الكرسي دون انتباه أثناء العمل الطويل، وعلى كل حال فإن وجود ديسك مع أعراض انضغاط جذر العصب يكون العلاج هو المسكنات والراحة لفترة قصيرة فقط حتى يخف الألم، وأما في حال وجود ألم في الظهر دون أعراض ضغط جذر العصب (عرق الانسا) فلا ينصح بالراحة وإنما وجد في الدراسات أنه من الأفضل الاستمرار بالحركة.
وهناك تمارين خاصة للظهر لتقوية عضلات الظهر، ويجب تجنب التمارين التي تتطلب الانحناء الأمامي، ومن التمارين التي يمكن عملها هو أن تستلقي على ظهرك مع ثني الرجلين وتضع الكوعين ملاصقين للطاولة ثم ترفع الحوض إلى الأعلى وتعد للعشرة ثم تنزل الحوض، وتعيدها عشر مرات، وتكررها ثلاث مرات في اليوم، وبنفس الوقت وأنت مستلق تعمل التمرين الآخر بأن تجر الركبتين لكي يلاصقوا البطن وتعد للعشرة أيضا وتجريها عشر مرات وتعيدها ثلاثا.
ويجب الاستمرار بهذه التمارين فإنها تقوي عضلات الظهر وتقلل من احتمال عودة ألم الظهر، وكذلك تجنب الجلوس الطويل.
وأما العمل الجراحي فيجرى في حالة زيادة الضغط على جذر العصب وعدم نجاح العلاجي الدوائي لمدة ستة أسابيع، وكذلك في حالة وجود ضعف في الطرف السفلي وعدم تحسنه أيضا، وعند عدم القدرة على التحكم بالمعصرات البولية والشرجية، وهذا يكون حالة طارئة ويجب أن تجرى العملية بسرعة، وأما آلام الظهر فقط دون علامات انضغاط جذر العصب فلا ينصح بالعملية.
والله الموفق.