الدمامل في المنطقـة التناسلية وعلاقتها بالتهاب الغدد العرقية

0 477

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ سنين (تقريبا منذ كان عمري 17 سنة أو قبل) من كثرة ظهور الدمامل، ولم تنفع معي أية مضادات حيوية ولا مراهم ولا غيـرها، وهذه الدمامل بدأت بالظهـور في الإبط ثم العانـة، ولا أذكر أني جلست يوما من غير وجود دمل في المنطقـة التناسليـة، أما في الإبط فأصبح مثل لون بقعة الجلد داكنة وشكلها مثل الكتل المتراكمـة أو مثل الجلد الزائد، وحينمـا وصفت حالتي لدكتور بما يظهر لي على الإبط فقال إني أعاني من التهاب الغدد العرقيـة.

سؤالي: هل الدمامل التي تظهـر في المنطقـة التناسلية لها علاقة بالتهاب الغدد العرقيـة القيحي؟ وكيف أتخلـص منهـا حيث أشعر بالإحراج كثيرا من الذهاب للطبيب؟ كيف أخبر الطبيب بما أعاني منـه؟ هل أستطيـع علاجه بالجراحـة، مع أني أشعـر بالخوف الشديد والاكتئـاب والآلام النفسيـة مما أعاني منـه؟

أرجو إفادتي يا دكتور، تعبت من كثرة الأسئلة ولا أحد يجيبني .. وجزاك الله خيرا وإن شاء الله في ميزان حسناتك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

إن ما تعانين منه قد يكون الدمامل الناكسة، أو التهاب الغدد العرقية القيحي.
أما الدمامل الناكسة؛ فقد ناقشناها في الاستشارة رقم (257604) ولكن عدم الاستفادة على المضادات الحيوية وعدم وجود عوامل مهيأة مثل السكري والبدانة فإن ذلك يرجح الاحتمال الآخر، وهو التهاب الغدد العرقية القيحي التي تتظاهر على شكل دمامل في المواضع المذكورة في السؤال، وأما التفصيل في التهاب الغدد العرقية القيحي فهو على الشكل التالي:

يتوافق هذا الوصف لما تعانين منه مع التهاب الغدد العرقية القيحي ويسمى (Hideradenitis suppurativa).

هذا المرض أو التظاهرة قد يكون أحادي الجانب وهو الأسلم والأسهل في العلاج، وقد يكون معمما على الإبطين والمغبنين (أي طوية اتصال الفخذ بالجذع) وعندها يكون ناكسا ومعندا، وقد لا يستجيب لأغلب العلاجات إلا مؤقتا ما عدا الجراحة.

ومما يجب هو عمل مزرعة، ولكن ليس عند أو مع أو بعد تناول المضاد الحيوي؛ لأن المضاد الحيوي يعطي نتيجة خاطئة في المزرعة لعدم نمو الجراثيم التي ثبطها المضاد الحيوي، كما ويجب أخذ هذا المضاد الحيوي لفترة كافية لإنهاء الالتهاب تماما، وليس تحسينه ويفضل الاستمرار به لعدة أيام بعد الشفاء السريري.

إن عدم الانتظام بأخذ المضاد الحيوي أو أخذ المضاد الحيوي غير المناسب ولو بكميات كبيرة ولمدة طويلة أو أخذ المضاد الحيوي المناسب ولكن بجرعة غير مناسبة أو لمدة غير مناسبة كل ذلك يعتبر من أسباب فشل العلاج.

ومن الإجراءات اللازمة التفكير بالعوامل المهيأة الموضعية وتجنبها مثل استعمال التنظيف العنيف أو الفرك أو الدلك بقوة أو استعمال مزيلات العرق التي تدلك الجلد بالكرة المنزلقة أو الحلاقة غير النظيفة الراضة أو الاحتكاك الموضعي كما في يد النجار التي تستعمل المنشار أو غيرها من الأسباب التي واحدة أو أكثر منها قد تؤدي لعودة المرض ونكسه وعدم فاعلية الدواء.

يجب استعمال الصابون للغسل اليومي بلطف واعتدال ودون المبالغة في الدلك (سياتل أو سيبا ميد ليكويد كلينزر ) حتى بعد التحسن يعتبر من العوامل الواقية من رجوع المرض.

ما يساعد المضادات الحيوية عن طريق الفم هو استعمال المضادات الحيوية الموضعية على شكل كريم (فيوسيدين أو باكتروبان) أو لوشن ( اريثرومايسين أو كليندامايسين).

هناك العلاج الجراحي الذي يستأصل أو يخرب هذه الغدد.

ويمكن البدء بدورة علاجية (كورس) روأكيوتين تحت إشراف طبي، فلربما أفاد وأغنى عن الجراحة والمضادات الحيوية، ويعطى في كامل الدورة ما يعادل 120 مغ لكل كغ من وزن المريض.

من الأدوية الحديثة جدا والفعالة جدا في هذه الحالة دواء اسمه انفليكسيماب أو راميكيد وهو غال جدا ولكنه على الأغلب متوفر للكويتيين في الكويت بالمجان ويجب أخذه تحت إشراف الطبيب بعد إجراءات مخبرية مطلوبة.

باختصار فتشي عن السبب وتجنبيه واغسلي بالماء والصابون واستعملي المضاد الحيوي الموضعي وازرعي قبل المضادات واستعملي المضاد المناسب بالطريقة المناسبة للمدة المناسبة بالجرعة المناسبة ولا تقصري في ذلك إلى أن تنتهي المشكلة تماما أو أنه سيتطب التدخل الجراحي المستأصل للغدد المتقيحة طبعا بعد القضاء على الالتهاب الذي فيها أو استعمال الروأكيوتين والحل الأخير هو العلاج البيولوجي الراميكيد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات