صويحباتي تزوجن إلا أنا، ماذا أفعل؟

0 445

السؤال

أنا فتاة أنهيت دراستي الجامعية -بحمد الله-، ولم أحصل على عمل، بحثت كثيرا ولم أوفق، ويقلقني جلوسي هكذا بدون عمل ولا زواج، فكل صواحباتي اللاتي أعرفهن تزوجن، ومتأثرة بهذا الموضوع كثيرا، وما يقلقني أني أنخطب كثيرا ولم يحصل نصيب، تأزمت كثيرا وبكيت، ولكن أعلم أن الخير بيد الله وأساله دائما التوفيق بالزوج الصالح، يوجد شخص قريب لي أعزه كثيرا محترم أتمنى من الله أن يرزقنيه زوجا لي، إن كان لي خير فيه، هل يجوز لي الدعاء بهذا؟

وأحب أن أستشيركم جزاكم الله خيرا أني أصبحت كثيرة الملل من أشياء كثيرة أحبها مثل القراءة، ولكن ملولة بشكل فضيع، أعمل للأشياء التي أحبها فترة أو يوم أو يومين ومن ثم أتركها، هل من طريقة تجعلني أداوم على الأمور التي أحبها حتى أطور من ذاتي؟

يعطيكم ألف عافية على النصح والإرشاد لأننا نحتاج مثل هذه الاستشارات.

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا مانع من سؤال الله من فضله ولك أن تسألي الله أن يرزقك بذلك الرجل الصالح ونحن ندعو لك أيضا، ولن تخيب من تعرف طريق اللجوء إلى من بيده ملكوت كل شيء وهو على شيء قدير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وأرجو أن تعلمي أن الإنسان ما عليه إلا أن يسعى ويفعل الأشياء ثم يتوكل على الكريم الوهاب ويرضى بما قدره العظيم مسبب الأسباب.

والمؤمنة توقن أن سعادتها في الذي يقدره الله، وليس كل موظفة سعيدة ولا كل متزوجة سعيدة وإن السعيدة حقا هي المطيعة لربها الحريصة على ذكره وشكره وعجبا لأمر المؤمنة إن أمرها كله لها خير وليس ذلك إلا لأهل الإيمان، إن أصابها سراء شكرت فكان خيرا لها أو أصابها ضراء صبرت فكان خيرا لها، فأكثري من الاستغفار ومن الصلاة على رسولنا المختار ورددي لا حول ولا قوة إلا بالله.

واعلمي أن الكون ملك لله، وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، ولا تستجيبي لنوازع النفس السلبية وتعوذي بالله من الشيطان، وقومي ببر والديك وأحسني إلى الأرحام وكوني للمحتاجين والأيتام، يكن الله في حاجتك.

وأرجو أن لا تقارني نفسك مع الأخريات واعلمي أننا جميعا نتقلب في النعم ونعم الله مقسمة بين عباده فقد يعطي الله فتاة الزوج والمال ويحرمها من العافية، وقد يعطي أخرى الزوج والمال والعافية ويحرمها من الولد والسعيدة العاقلة حقا هي التي تعرف نعم الله عليها ثم تؤدي شكرها وبشكرها لله تعالى تحصل المزيد وبالشكر تحفظ ما وهبها الله من النعم فلا تبيد، فالشكر جالب للنعم وحافظ للعطايا والمنن.

كما أرجو أن تعلمي أن عظم النعم هي نعمة الدين، أما الدنيا فإن الله يعطيها حتى للكافرين ولو كانت تزن عنده جناح بعوضة ما سقى كافرا منها جرعة ماء، ولذلك قال الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك)، [طه:131] من الدين والصلاح (خير وأبقى).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله فإن الله وعد أهلها بتيسر الأمور فقال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا)، [الطلاق:4] ووعد بالرزق فقال:

(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)، [الطلاق:2-3].

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات