السؤال
السلام عليكم
الحمد لله، والصلاة والسلام على خير الأنام وخاتم المرسلين، أما بعد:
أريد أن أطرح عليكم سلوك زوجي وأطلب النصيحة، إذ أنه عاطل عن العمل منذ قرابة العامين، وهو عصبي بدرجة لا تطاق، هو متحصل على الأستاذية في العلوم الإسلامية ولكنه لا يصلي بحجة أنه غير مرتاح نفسيا، ودائم التكشير والتلفظ بألفاظ نابية ويسب لأتفه الأسباب ويتشاجر، وبعض الأحيان يضربني بشدة من دون ذنب، وفي بعض اللحظات يكون هادئا لكنه ينقلب لوحده ودون أسباب، فيضرب الأبواب ويسب ويشتم ويقول: إنني سبب مشاكله، رغم أنني لا أتصرف معه إلا بكل أدب، ولا أعامله إلا بكل لطف، وأحمل عنه المسئولية ولو بالجهد القليل المستطاع.
فأرجوكم دلوني لماذا يتعامل بهذه الطريقة، هل هو مسحور كما قالوا لي أم أنه مريض نفسيا أم ماذا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن تركه للصلاة واعتراضه على القضاء والقدر سبب من أسباب ما يحصل له، فإننا نجد في كتاب الله: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم)، [الشورى:30]، والإنسان قد يحرم الرزق بالذنب يصيبه، والصلاة مفتاح للأرزاق، وهذا ما فهمه العلماء من قول: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)، [طه:132]. وقد قال ربنا سبحانه: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله)، [الجمعة:10].
ولست أدري هل كان هذا السلوك عنده منذ البداية، وكم عمر العلاقة التي بينكما؟
وهل هذا الرجل يعيش أزمات ومشاكل مع أهله أو مع الناس، وهل تمر عليه لحظات هدوء وصفاء؟ وماذا يقول لك فيها: هل يعتذر مثلا؟ وهل يشعر بما يقوم به، وهل هناك أسباب صحية في رأيك، فإن بعض الأمراض تجعل صاحبها متوترا؟
وهذه بعض النصائح والتوجيهات النافعة -بإذن الله-:
1- عليك بكثرة الدعاء له.
2- تجنب الأشياء التي تغضبه.
3- التخفيف عليه في الطلبات وتجنب الضغط عليه.
4- اختيار الأوقات المناسبة والألفاظ الجميلة لتذكيره بالصلاة.
5- الاستعانة بمن يمكن أن يؤثر عليه من الناجحين بعد دراسة الآثار المتوقعة إذا تدخلوا.
وأرجو أن تعلمي أنه متضايق من غياب دوره وتقصيره في حق أسرته فلا تشعريه بذلك.
وإذا لم تكن هناك أسباب مادية ظاهره فقد يكون السبب من العين أو من السحر، والعلاج في الرقية الشرعية التي هي دعاء ولجوء لرب البرية، ولكن الإشكال أن الأثر الحقيقي للرقية إنما يحصل في بيئة الطاعة والصلاة والانكسار، وذلك ما يسمى بقبول المحل للدواء والعلاج، ولا بد أن تكون الرقية بالقرآن والأذكار، وأن تكون بكلام مفهوم، وأن يعتقد الجميع أن الشفاء من الله.
ويمكنك أنت أن تجعلي بيتك شعلة من نشاط في الطاعة والخير، وتطردي منه الشياطين وبذلك بقراءة القرآن، أو حتى بالسماع عن طريق أجهزة الصوت، فتجعلين بيتك عامرا بالقرآن وبذكر الله.
ونسأل الله أن يلهم زوجك الصواب، وأن يتوب عليه إنه التواب، وكم نحن سعداء بحرصك على هدايته، كما نسأله -سبحانه- أن يحسن خاتمتنا وخاتمتكم.
وبالله التوفيق والسداد.