سعادة الزوجة لا تكون بالمال وحده

0 135

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا امرأة مطلقة ولدي ابن من زوجي السابق، وأعيش في أحسن حال من جميع النواحي إلا من الناحية النفسية، وأجد نفسي في حيرة، فقد تقدم لخطبتي رجل في أواخر العقد الثالث من عمره، وهو مطلق وله ابن، وهو متدين وعلى خلق بشهادة الجميع، لكني أرى أننا لسنا متكافئين من الناحية العلمية والمادية، فقد أنهيت دراستي الجامعية في المحاماة، وأعمل الآن كرئيس لمصلحة في الجامعة، ورغم أني لست ممن يطلبون الرفاهية لكنه لا يملك أقل شيء وهو المنزل، وقد قال لوالدي: إنه سيدبر منزلا بالكراء.

علما بأنه يتيم الوالدين، وله أربع إخوة ذكور أكبر منه، وهم يعيشون في مدينة أخرى، وهو يعمل بستاني في إحدى المؤسسات في مدينتنا، ويعدني بأنه سيتركني أعمل، وسيعطيني حرية التصرف، لكنني محتارة في قراري، وقد استخرت الله تعالى، وأريد استشارتكم لكي تدلوني، فماذا أفعل؟!
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العبرة بالدين والأخلاق ثم بالانطباع الحاصل في نفسك تجاه هذا الرجل الذي تقدم لطلب يدك، فإذا وجدت قبولا لشخصه وظهر لكم كمال أخلاقه فلا تترددي في القبول به، فإن الإنسان لا يقاس بالدرجة العلمية وحدها، ولكن المهم في الرجل وفي المرأة الدين والأخلاق، وأيضا فهمه للحياة وتحمله للمسئولية.

المال يذهب ويجيء، ولم تكن قلة المال عيبا في الرجال لأنها من قسمة الكبير المتعال، ولكن العيب في الرجل المتبطل والمتعطل الذي يجلس دون حراك رغم علمه بأن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، فأرجو أن تستخيري مرة أخرى وتشاوري العقلاء من محارمك فإنها لن تخيب من تستخير وتستشير ثم تتوكل على الواحد القدير، وسوف يكون من المفيد إذا عرفتم أسباب طلاقه لزوجته الأولى.

ولا شك أن سعادة المرأة لا تكتمل بالمال وحده ولا بالمنصب، ولكن السعادة تتحقق بالإيمان وتكتمل بوجودها مع زوج يعينها على طاعة الرحمن فللنساء خلق الرجال، وللرجل خلقت النساء.
ولا يخفي على أمثالك أن الزواج سكن كما جاء في كتاب الله ((لتسكنوا إليها))[الروم:21]، ولدقة التعبير القرآني لم يقل لتسكنوا معها، فالإنسان يسكن لشقه وأصله، والنساء شقائق الرجال، والسكن النفسي والجسدي والروحي لا يتحقق إلا في ظلال الحياة الزوجية العامرة بالخير التعاون على البر والتقوى وتلك حياة طبية لا تقدر بأي ثمن.

نحن في الحقيقة ندعوك إلى قطع موجات التردد والقبول بالرجل إذا كان صاحب دين وأخلاق، ووجدت في نفسك ميلا إليه، وحاولي التعرف على المزيد من أحواله، واعلمي أنك صاحبة المصلحة والقرار، ولا تهتمي بكلام الناس واجعلي همك إرضاء رب الناس، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات