رفض الخطيبة مطالبة خطيبها لها بالنقاب

0 537

السؤال

خطبت فتاة منذ شهر تقريبا، وبعد مرور الوقت لكي يتعرف كل منا على الآخر طلبت منها أن ترتدي النقاب كما هو مطلوب أو مفروض في ديننا الإسلامي الحنيف، ولكنها رفضت ولا تريد ارتداءه، وأنا متمسك بهذا الموضوع نظرا لأهميته وحفاظه على عفة المرأة، وقد حاولت معها عدة مرات ولكنها مصرة على موقفها، فماذا أفعل؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك فيك وأن يثبتك على الحق وأن يكثر من أمثالك، كما نسأله تبارك وتعالى أن يصلح لك خطيبتك وأن يشرح صدرها للالتزام بالنقاب والحجاب، وأن يجعلها عونا لك على طاعته، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنك تعلم أن التربية تترك أثرها على الإنسان لفترة طويلة، فإذا نشأت المرأة ولم تر أمها ترتدي النقاب أو إحدى أخواتها أو صويحباتها فإن هذا الأمر يؤثر عليها؛ لأن الإنسان ابن بيئته وأسير تربيته، وهذه المسألة لا تحتاج إلى قرار من جهتك أو من جهتها وحدها، وإنما تحتاج إلى فترة من الزمن.

وكم كنت أتمنى أن تبدأ معها بالضروريات المتفق عليها؛ لأن الله تبارك وتعالى علمنا في أدب الحوار أن نبدأ بالمتفق عليه وأن نؤخر المختلف فيه، فقد قال تعالى: ((قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا))[آل عمران:64]؛ لأنهم يقرون عبادة الله، فبدأ الله تبارك وتعالى معهم بالمتفق عليه، فكان ينبغي أن تبدأ معها بالحديث عن الصلاة والتركيز عليها وتحسينها والمحافظة عليها في وقتها وكذلك الحجاب، لكنك بدأت بشيء ليس من السهل على أي امرأة، فإن التي تلبس النقاب لابد أن يكون لديها قدر وافر من الإيمان؛ لأن النقاب ليس أمرا سهلا، فالنقاب معناه عزل عن هذا المجتمع بما فيه من فساد والعيش في حياة أخرى تختلف تماما عن هذا الواقع، وهذه المسألة ليست سهلة.

فإذا كانت الخطبة ما زالت قائمة فلا تتكلم في هذا الموضوع الآن، وإنما عليك بالإيمانيات وعليك بعوامل زيادة الإيمان وتثبيت الإيمان، وتكلم في القضايا العامة التي هي من فروض الأعيان التي قد لا تكون موجودة عند خطيبتك.

وعليك أن تغير سياستك في هذه المسألة وأن تؤجل هذا الموضوع، خاصة إذا كانت الأخت فيها خير وإذا كانت أختا فاضلة أو مطيعة، ولا تفتح هذا الموضوع مرة أخرى وابدأ معها بالمسائل المتفق عليها فيما يتعلق بالعقيدة والعبادات والأخلاق، ثم بعد ذلك تكلم عن حق الزوج على زوجته بهدوء، وتأتي هذه مرحلة ثانية.

ورغم أنه من الصعب أن يطلب الرجل من امرأته شيئا ولا تستجيب له، إلا أنه في الواقع أنها امرأة ما زال بينك وبينها مجرد خطبة لا تبيح الخلوة والحديث بينكما إلا مع وجود محرم، والخطبة لا تجيز لك أن تصدر أوامر ولا أن توجه تعليمات، لأنك رجل عادي بالنسبة لها شرعا ولست ولي أمرها، فارفق بها وارفق بنفسك، وأبشر بفرج من الله قريب.

نسأل الله لك التوفيق والسداد وأن يجمع بينكما على الخير، وأن يرزقكم الهداية والرشاد، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات