كيف أتعامل مع زوجتي التي تطلب مني حلق لحيتي؟

0 535

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو من فضيلتكم إرشادي: مشكلتي أني متزوج منذ 3 سنوات، ومنذ ذلك الوقت وزوجتي تلح علي بأن أحلق لحيتي، ومع تكرار الطلب في الآونة الأخيرة طلبت مني أن أزيل الطرف العلوي فقط، فرفضت ذلك فغضبت وقالت: إنني أناني ولا أريد لها أن تتمتع بحياتها معي، وهجرتني ذات ليلة وهي تبكي إلى وقت متأخر من الليل، والغريب في الأمر أني طلبت منها أن نزيل بعض الفضائيات الغنائية فرفضت بشدة.

وكلما أردت أن أطلعها على فتوى أو استشارة في موقعكم القيم ولها علاقة بحالنا ترفض وتقول: أنا أعرف ماذا أفعل!

وهي الآن حامل في شهرها الخامس، وهذا حالها في الحمل وقبله.

أرجو النصح ولا تنسوا الدعاء لي ولها بالهداية إلى الصواب.

أرجو منكم الدعاء لنا ولا تنسوا إخواننا في كل بلاد المسلمين، ولكم الجزاء من الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو جمعة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن طاعة الله مقدمة على طاعة كل أحد، فسبحانه من إله فرد صمد لم يتخذ صاحبة ولا ولد.. ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يعيذنا وإياك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

لا يخفى على أمثالك أن الرجل يتزين لزوجته كما يجب أن تتزين له، وهذا كلام ابن عباس - رضي الله عنه - الذي كان يقول وهو يردد: (( ولهن مثل الذي عليهن ))[البقرة:228]، وليس من الزينة المشروعة ولا المقبولة حلق اللحية، ويجب على المرأة أن تتزين لزوجها، وليس لها أن تطيعه إن أمرها بحلق الحواجب (النمص) لأن ذلك محرم، وطاعة الله أغلى وأعلى، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه.

وقد أخطأت زوجتك في طلبها وعملها، ونسأل الله أن يهديها، وندعوك إلى الترفق في نصحها والتقدير لحملها وظرفها، واحرص على إدخال السرور عليها عبر الاهتمام بنظافتك وعطرك، وتلطف في إزالة الشبهة العالقة بذهنها، وتعرف على مصدر أفكارها.

كما نرجو ألا تقابل عنادها بالعناد، فإن في ذلك إضافة شر إلى شر، وهو سبيل لضياع الحق والصواب، ولن يستفيد من ذلك سوى عدونا الشيطان.

وأرجو أن يعلم الجميع أن أمر اللحية من الأمور التي جاءت بها شريعة الله، وهي زينة الرجال، وحصول هذا الانتكاس في الفطر بفعل وسائل الإعلام التي تشيع الفحش والآثام، ورضي الله عن أم المؤمنين عائشة التي كانت تقول: (الحمد لله الذي زين الرجال باللحى وزين النساء بالذوائب)، وقد وجد في زماننا من تحلق شعرها وتتشبه بالرجال، كما وجد في الرجال من يتشبه بالنساء، وقد جاء اللعن لمن يفعل ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال ولعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن ترشد زوجتك برفق، واحرص على اختيار الأوقات الفاضلة والكلمات المنتقاة، وتجنب ما يؤدي إلى توترها، فإن ذلك ليس في مصلحة جنينها، وبين لها في وضوح أن طاعة الله مقدمة، وأن من الخير لها أن تساعدك على ذلك؛ لأن الله يقول: (( وتعاونوا على البر والتقوى ))[المائدة:2].

ونسأل الله الهداية والرشاد والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات