السؤال
هل قراءة سورة البقرة من قبل عدة أفراد من المنزل أربع مرات يوميا تطرد العين من المنزل؟ وهذه القراءة هل تكون بصوت عال أم منخفض، وهل تفيد بصوت منخفض؟
منذ أسبوعين هناك شخصان يقرئانها بصوت منخفض جدا، فهل ينفع هذا؟
لم نر أي تغيرات، سألت شيخا من قبل وقال لي العين شديدة جدا، وقد تكون سحرا، أو قد تكون عينا، ولكن تأثيرها أقوى من السحر، فكم نستمر على القراءة، أو كم نحتاج من الوقت لتخرج هذه العين؟
تدهورت حالتنا في البيت وحالتنا في المجتمع، ولا نعرف ماذا نعمل؟
أفيدونا جزاكم الله خيـرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك مرة أخرى في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله -تبارك وتعالى- أن يصرف عنكم السوء وأن يعافيكم من كل بلاء، وأن يرد عنكم كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تداووا عباد الله، فإن الله ما خلق داء إلا وخلق له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله)، وآثار السحر والعين والمس والحسد وغير ذلك كلها آثار فعلا بينة واضحة، وهي لا تقل عن الأمراض العضوية، بل إنها تكون السبب في كثير من الأمراض، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (العين حق، وإن العين لتدخل الرجل القبر والجمل القدر)، فإذن العين قد تقتل، والعين قد تمرض، والعين قد تغير المزاج، والعين قد تصيب الإنسان ببعض العلل والآفات، والسحر كذلك، فإن السحر قد يفرق به ما بين الرجل وزوجه، والسحر قد يؤثر على أداء بعض الأعضاء والأجهزة في جسم الإنسان، بل قد يؤثر على عقل الإنسان، والنبي -صلى الله عليه وسلم- سحره رجل يهودي يسمى (لبيد بن الأعصم) حتى إنه كان ليخيل إليه أنه يفعل الشيء ولم يفعله ويأتي الشيء ولم يأته.
فهذه الأمور لها تأثيرها -حقيقة- البالغ والشديد على حياة الإنسان، بل وعلى حياة الناس جميعا، أسرة كاملة قد يجرى لها عمل سحر فتتضرر كلها بالكامل، وقد تحسد فتحسد كلها كذلك.
ولكن العلاج -بارك الله فيك- لا بد أن يبدأ بالطريق الصحيح، فلا بد أن نذهب إلى أحد المتخصصين ليشخص لنا الحالة التي نحن فيها، أما مجرد قراءة سورة البقرة من قبل أربعة أفراد أو عدة أفراد أربع مرات يوميا تطرد العين أو غيره فهذه كلها اجتهادات وتجارب، لكن الأفضل أولا -بارك الله فيكم- أن تقوموا برقية أنفسكم بما يعرف بالرقية الشرعية، والرقية الشرعية هي -ولله الحمد والمنة- عندكم في المملكة لها عشرات الكتب والكتيبات، ويوجد أشرطة في التسجيلات الإسلامية، وهناك كتيبات وكتب كثيرة حتى إنها لتوزع بالمجان ككتاب: (عالج نفسك بنفسك) أو كتاب: (ارق نفسك بنفسك)، تستطيعين من خلال هذه الكتب أن تقومي برقية نفسك أو رقية من معك من إخوانك وأخواتك أو أهل البيت، وإذا لم تتمكني من ذلك أو لم يكن أحد في البيت لديه القدرة والاستعداد لعمل الرقية فمن الممكن أن تعرضوا الحالة على أحد المشايخ الثقات المتخصصين في المملكة، وهم كثيرون جدا، فإن المملكة بها عدد من المشايخ القراء الذين يعالجون بالرقية، ولديهم تصاريح رسمية من وزارة الأوقاف.
إذن: لا بد من عرض هذه الحالة على أحد هؤلاء المتخصصين الثقات الكبار المعروفين بقدرتهم -بفضل الله تعالى- على معالجتهم مثل هذه الأمراض.
أما مجرد قراءة سورة البقرة فقط فإنه قد ينفع من السحر، ولكنه لا ينفع من العين، فإن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال عن سورة البقرة: (ولا تستطيعها البطلة) أي السحرة -بمعنى أنها تمنع السحر- وقال: (إن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يقربه شيطان ثلاث ليال)، ولكن لم أقرأ فيما أقرأ أنها لها علاقة بالعين، ولذلك أقول:
كم أتمنى أن تذهبوا إلى أحد المعالجين الثقات وأن تعرضوا الحالة عليه، وأن يبين لكم هل هذا مس أم هذا سحر أو هذا حسد أو عين أو غير ذلك؟ ثم يضع له العلاج المناسب، وبإذن الله تعالى سيتم الشفاء قريبا؛ لأن الرقية الشرعية -بإذن الله تعالى- نافعة، وهي وإن لم تنفع فهي لن تضر؛ لأنها من كلام الله تعالى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم .
أما موضوع القراءة بصوت عال أو منخفض فإن هذا لا علاقة له بشيء، والأفضل أن يكون بصوت مرتفع؛ لأن هذا يطرد الشيطان، أما الصوت المنخفض قد يكون الشيطان في غرفة أخرى بعيدا ولا يسمع؛ ولذلك لا يتأثر، والدليل على ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا أن الشيطان إذا سمع المؤذن يؤذن أو الإقامة ولى وله ضراط.
إذن هذا إذا سمع، فالسماع يقتضي هنا رفع الصوت؛ ولذلك أقول: حتى وإن كنتم تقرئون سورة البقرة، فهذا يحتاج إلى رفع الصوت حتى يمتلأ البيت بصوت قارئ القرآن أو قارئة القرآن، فيكون ذلك مدعاة لئن يطرد الشيطان، ولكن قبل ذلك لا بد من عرض الأمر على أحد المشايخ الثقات لتقرير الحالة وطبيعتها وأي نوع هي من الأنواع المذكورة، ثم وصف العلاج المناسب، وقطعا سوف يعطيكم برنامجا علاجيا تسيرون عليه كالمحافظة على الوضوء باستمرار، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والمحافظة على قول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحا ومائة مرة مساء، هذه الأمور تحافظون عليها؛ لأن فيها نفع كبير وفيها فائدة عظيمة -بإذن الله تعالى-.
فأتمنى -كما ذكرت- أن تراجعوا بعض المتخصصين وأبشروا -إن شاء الله تعالى- بفرج من الله قريب، وسوف تتحسن الحالة -إن شاء الله تعالى- ويذهب هذا التدهور عن بيتكم -بإذن الله تعالى- وسيكون حالكم من أطيب حال.
أسأل الله لكم ذلك عاجلا غير آجل.
هذا وبالله التوفيق.