السؤال
أنا صديقة وفية للموقع والذي بفضله عدة مشاكل انتهت والحمد لله، فشكرا ووفقكم الله..إنه فعلا موقع رائع بإذن الله.
أكتب لكم هذه المرة لأقول لكم إن أخي مدمن شرب الخمر، انقطع عنه منذ 9 أشهر وبدأ يصلي ففرحنا كثيرا بهذا الخبر لكن للأسف عاد مرة أخرى زوجته خرجت من البيت وجاءت عندي كونها تتفاهم معي فحكت لي كل التفاصيل، لم أجد ما أقوله لها؛ لأنها عندها الحق التام، كما قالت الزوجة: لا تترك البيت هكذا إلا إذا تراكمت المشاكل.
عندما قالت لأخي (زوجها) اترك الخمر فإن الله حرمه، وأنت مقبل على شهر التوبة خاصة نحن في رجب فرد عليها بأنه لا يترك الخمر. حتى لا أطول عليكم ساعدونا بدعاء أو شيء من فضلكم، وماذا نعمل؟ أرجوكم ساعدونا؛ لأن بيته سيخرب. وفقكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حسنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بك، واتصالك بنا شرف لنا وكم يسعدنا حقا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يغفر لأخيك وأن يتوب عليه وأن يعينه على التخلص من هذه المعصية وأن يحفظ أسرته من الضياع.
بخصوص ما ورد برسالتك فبم أن الزوج يمثل العمود الفقري للأسرة فإن بانحرافه تتعرض الأسرة فعلا للدمار، والضياع، ولذلك بين الإسلام مسئولية الرجل عن أسرته في جلاء ووضوح، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته) وقال: (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول) فشرب أخيك للخمر لن يعود عليه وحده بالخسارة بل على أسرته والمجتمع من حوله ولذلك لابد لكم جميعا من وقفة صادقة وحازمة معه، ولا تتخلوا عنه حتى لا يستحوذ عليه الشيطان بصورة أكبر وأشد، خاصة وأنه مازال فيه بعض الخير، والدليل على ذلك تركه لهذا المنكر فترة ثم عودته إليه لعدم وجود البيئة البديلة التي تحتضنه وتعوضه عن بيئته السابقة، ولذلك أوصي بالآتي:
1- ألا تتخلى عنه زوجته ولا تترك المنزل مهما فعل.
2- أن تجتهدوا له جميعا في الدعاء خاصة والديه.
3- أن تبحثوا له عن رفقة صالحة تلازمه معظم الأوقات.
4- أن تستعينوا بجماعة الدعوة والتبليغ لزيارته، وأخذه معهم ليعزلوه عن رفاق السوء، ويوفروا له البيئة البديلة النظيفة.
5- أن تسمعوه القرآن كثيرا من الإذاعة أو بعض الأشرطة من مشايخ أصواتهم مؤثرة حتى ولو كان في غير وعيه لأنه إذا حضرت الملائكة غابت الشياطين.
6- حاولوا استغلال الأوقات التي يكون فيها منتبها وأسمعوه بعض الأشرطة عن التوبة بطريقة غير مباشرة وحدثوه أنتم عن التوبة وسعة رحمة الله وأنه يحب التائبين ويفرح بهم.
7- ألا تتعجلوا النتيجة وإنما عليكم بالصبر وعدم الملل أو اليأس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا).
والله ولي التوفيق.