السؤال
السلام عليكم..
أرسلت سؤالا منذ شهر تقريبا بخصوص حالتي، والتي تتمثل في الآتي:
إمساك مع خروج سوائل ومخاط بعد التبرز، وهذه الحالة منذ ثلاث سنوات، وأنا طالب جامعي في حالة قلق، وعصبي، تم التشخيص على أنه القولون العصبي، وأنا أستعمل دواء الدسباتالين والليبراكس، ولكن لم أشف كليا، وهناك بعض التحسن، فهل هناك دواء أفضل؟
عافانا الله وإياكم وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو حفص حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالقولون العصبي عبارة عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) ينتج عنه انتفاخ وآلام في البطن، مع صعوبة في التبرز، ويتميز هذا المرض بأنه غير ناتج عن أي خلل أو اضطراب عضوي، أي أن الأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك، إنما هي ناتجة عن تقلصات واضطراب في حركة الأمعاء.
ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره، وتتردد الأعراض فتزداد في فترة معينة، وتخف في أخرى أو تزول لفترة معينة، وتظهر مرة أخرى فيما بعد، وهكذا يلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات، وفي فترات استقرار الحالة النفسية.
وأعراض هذا المرض لا تكون موجودة كلها عند جميع المرضى، ولكن قد يكون لدى أحد المرضى معظم هذه الأعراض، والمريض الآخر ليس عنده سوى بعضها، فلكل مريض نمط معين من الأعراض تتكرر عنده من وقت لآخر.
ومن أهم هذه الأعراض:
- آلام مزمنة في أي موضع من البطن، وأكثر ما يكون في أسفل البطن انتفاخ في البطن، وخاصة بعد الوجبات.
- اضطراب في عملية التبرز، وإمساك مع صعوبة في إخراج الفضلات، فأحيانا يخرج البراز على شكل قطع صغيرة جافة، وأحيانا يكون البراز سائلا يشبه الإسهال، وتتقلب الحالة عند معظم المرضى بين الإمساك والإسهال من وقت لآخر.
- شعور بعدم الارتياح بعد الخروج من الحمام، حيث يشعر المريض بأن الفضلات لم تخرج كلها من بطنه.
- خروج مخاط أبيض مع البراز.
ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراض كثيرة قد تحدث في أجزاء من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات فإنه لا يجد أي سبب آخر، ومنها:
- شعور بالإرهاق والتعب العام.
- شعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة.
- آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحيانا الشعور بالحصر.
- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.
وهناك أمراض كثيرة غير القولون العصبي قد تؤدي إلى مثل هذه الأعراض، والطبيب وحده هو الذي يستطيع تشخيص مرضك بعد المعاينة وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة.
ولتفهم هذا المرض هناك حقائق قد تفيدك في التأقلم مع هذا المرض، وهي:
- أن هذا المرض ليس عضويا، بمعنى أننا لو فتحنا البطن وتفحصنا الأمعاء لوجدناها سليمة، ولهذا فإن الفحوصات التي يعملها لك الطبيب غالبا ما تكون نتائجها كلها سليمة.
- هذا المرض مزمن، وقد يستمر معك طوال العمر، فعليك أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله، وتحاول أن تتكيف مع أعراض المرض.
- مهما طالت مدة المرض معك، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان، ولا إلى غير ذلك.
- لا يوجد علاج يقطع هذا المرض ويشفيك منه، ولكن الطبيب سوف يصرف لك بعض الأدوية التي تخفف بعض الأعراض، وتساعد على تحملها، وتمكنك من التعايش مع هذا المرض، والاستمرار في ممارسة أعمالك وحياتك اليومية بشكل طبيعي.
- لكل نوع من الأعراض ما يناسبه من الأدوية، ومن أهمها:
الإمساك وصعوبة التبرز: ويستعمل له الملينات التي تزيد نسبة الألياف داخل القولون، وتجعل البراز متماسكا، وتسهل خروجه عند قضاء الحاجة، وتجعلك تشعر بالارتياح بعد التبرز، وهذه الأدوية لا يمتصها الجسم، ولا تهيج الأمعاء، ولا يضر استعمالها لمدة طويلة، ولكن قد لا تحس بفائدتها إلا بعد عدة أيام.
آلام البطن: تستعمل لها الأدوية التي تهدئ من تقلصات الأمعاء، ولا داعي للاستمرار في استخدامها لمدة طويلة، ولكن احتفظ بها في المنزل، واستعملها حيث تشتد عليك الآلام.
الغازات وانتفاخ البطن: قد ينفع معها استخدام الكربون أو الملينات، وكذلك تجنب الوجبات الدسمة قد يساعد على تخفيف هذه المشكلة.
الإسهال: يستعمل له مضاد الإسهال عند الضرورة.
وقد يرى الطبيب أنك تحتاج بعض المهدئات النفسية أو إرسالك إلى طبيب النفسية، فلا تتردد في قبول ذلك، فإن النفس تمرض كما يمرض الجسم، وقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي؛ لذا أرى أن تستمر بالأدوية التي تتحسن معها الأعراض والتي تتناولها، وقد يضيف لك الطبيب أدوية أخرى أو يغيرها لك حسب الأعراض التي تشكو منها كما ذكرنا.
وبالله التوفيق.