السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أعلم من على حق: أنا أم والداي؟ أنا فتاة أبلغ من العمر (24) وقاربت على دخول الـ(25) وجدا خائفة من تقدم العمر بي ولم أتزوج بعد، ليس هنا المشكلة فقط، المشكلة بوالدي لا يعجبهما أي شخص يتقدم لي، وكانا كل مرة يأتيان بأسباب، مرات أظن أنهم على حق ولكن مرات لا أحتمل أسبابهما، وآخرها كانت لشخص فيه كل المواصفات المرغوبة لكل فتاة ولكن كان يسكن في منطقة أخرى، فكان سببهما هو البعد وأنني لا أستطيع أن أتحمل الغربة، أقول لهم: إني لم أعد صغيرة لكي أشترط وأطلب فتجيبني والدتي: انظري إلى تلك وتلك من بنات العائلة لم يتزوجن، ما زلت صغيرة.
ولكن أنا أريد أن أتزوج وأستقر، في حياتي فراغ كبير، لا أحد يحس بي، لماذا يعاملونني كالطفلة؟! أخاف من تقدم العمر وأن تمضي الأيام وأبقى وحيدة، أخاف من الكبر، ارحميني يا والدتي تعبت من حالي، أصلي وأدعو أن الله يرزقني فيرزقني الله ويأتي الناس لخطبتي ولكن والداي يمنعان الرزق عني! لا أعرف طريقة لمصارحتهم بما في داخلي، أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المعذبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن ما يحصل من والديك خطأ بكل المقاييس، وأرجو أن تطلبي مساعدة العمات والخالات بعد التوجه إلى رب الأرض والسموات، ثم زيادة البر والإحسان للآباء والأمهات، ونسأل الله أن يرفعك عنده درجات، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يوفقك ووالديك للحق والخيرات، وأن يلهمنا رشدنا ويجنبنا شرور أنفسنا والسيئات.
ولست أدري هل أنت الطفلة الصغيرة أم الوحيدة أم المفيدة؟ فإن الإشكال دائما ما يحصل مع واحدة من هؤلاء، ولكن بقليل من الحكمة والمصارحة بعد توفيق الله سوف تصلون إلى حل، وسوف يأتيك الرجل الذي قدره الله لك، وقولي لهم بصدق ووضوح كما قالت تلك الفتاة لأهلها:
لو أنكم تدومون لي لما رغبت في الأزواج، ولكن لا أريد أن أكون غدا في بيوت إخواني أجد المضايقة من زوجاتهم، ولن أستطيع أن أعيش وحدي في عصر الفتن.
كما أرجو أن يدركوا خطورة الرد المتكرر للخطاب؛ لأن هذا العمل يبعد الشباب خوفا من الوقوع في الإحراج، وقد أسعدني كونك معلمة؛ لأن المعلمات من أقدر الناس على التعامل مع الأزمات وهذه بعض الإرشادات:
1. عليك بكثرة اللجوء إلى الله.
2. حاولي الاقتراب من والديك والاجتهاد في البر بهم.
3. تعاملي مع الوضع بهدوء وحكمة.
4. اطلبي مساعدة أقرب الناس إليك وأكثرهم تأثيرا .
5. ولا مانع من أن تطلبوا مهلة إذا جاء الشخص المناسب، ونتمنى أن يتفهم الوضع ويكرر المحاولات.
6. اعلمي أن كل شيء بقضاء الله وقدره، وأن علينا فعل الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب وإظهار الرضا بما يقدره مالك الأكوان.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إلى الله، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.