أحببته كأخي فأراد أن يستغلني بسبب تعلقه!!

0 511

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب أملك من الجمال ما يجذب الأنظار، وليتني كنت قبيحا حتى لا أكون عرضة لمرض أي شخص عندما يتعلق بي، وقد كنت أحب ابن جيراننا كأخي، ولكنه أراد أن يستغلني في جسدي من كثرة تعلقه البائن، إلا أنني أمسكت بيده ومنعته من ذلك، والآن أراه كئيبا لم يعد كالماضي، حيث كان شابا يافعا نشيطا، فأصبح قليل الكلام وقليل الخروج من المنزل، وأشك أن الاكتئاب هو السبب في ذلك أو أنه أحس بأن الشيطان زين له ذلك فدفعه كالذئب على الفريسة، وأشعر بالألم له، ولا أحب أن أراه ضعيفا في عيني، فماذا أفعل له؟ وهل أكون غبيا إذا جعلت كل هذه الأحداث وراء ظهري؟!

أفيدوني وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عصام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أحسنت لإيقافك ابن الجيران في حده، والتهاون في مثل هذه المواقف فيه خطر كبير عليك وعليه، ولن يحدث لك شر إذا أطعت الله؛ لأن الله سبحانه يدافع عن الذين آمنوا، كما أن الطاعة تكسو صاحبها مهابة وقوة، وتجبر الجميع على احترامه وتقديره، مع ضرورة أن تكون ثيابك معقولة، وتصرفاتك بالشرع محكومة، ولن تتضرر من الجمال إلا إذا فتحت باب التهاون والتنازل والإهمال، فاجعل لنفسك خطوطا حمراء، وتوجه قبل ذلك إلى رب الأرض والسماء.

ولا تهتم بما يحصل لمن لا يريد منك إلا شكلك، ولا تصادق إلا من يصاحبك على التقوى والإيمان، والإنسان لا ينتفع إلا بصداقة من يحبه في الله ولله وعلى مراد الله، ولا مانع من أن تقيم صداقة صحيحة مع ابن الجيران أو غيره، شريطة أن تكون الأسس واضحة وصحيحة.

ونحن نرجو أن يكون ابن الجيران قد اتعظ مما حصل معه، واستفاد من التجربة رغم مرارتها، وإذا لم ينتفع بما حصل فلا تبك على من لا يتق الله عز وجل، واعلم أن الإنسان الذي فيه خير يكون سريع الرجوع، والشيطان لا يتوقف عن الكيد ولكن المؤمن أواب رجاع إلى الله، وباب التوبة مفتوح، ورحمة الله تغدو وتروح، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وإذا كان لديك قدرة فيمكنك النصح له، مع أننا كنا نفضل أن تكون البداية منه، وعليه أن يعتذر لك عن الذي حصل، وفي كل الأحوال أنت سوف تستطيع انتشاله مما هو فيه بعد أن عرف الحدود التي ينبغي أن يلتزم بها، وسوف يصبح الموقف المذكور جزءا من الذكريات سرعان ما يختفي في زحمة وضجيج الحياة.

وأنا أعرف شبابا وهبهم الله الجمال فزينوه بالطاعة والوقار، فاحترمهم الكبار والصغار، وأنت بلا شك ستكون منهم؛ لأن حزمك مع ذلك الشاب ورسالتك إلينا دليل على ما نفسك من الخيرات.

وها نحن نكرر ترحيبنا بك في موقعك، وأرجو أن نسمع عنك الخير، ونحن في خدمة شبابنا الأطهار من أمثالك، ونسأل الله أن يحفظك وأن يسدد خطاك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، فإنه سبحانه يتولى الصالحين، ونسأل الله أن يصلح شباب المسلمين وأن يستخدمهم في خدمة الفضيلة والدين.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات