رد الخطاب انتظاراً لشاب

0 276

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكر لكم هذا الجهد العظيم، وأتمنى أن تردوا علي في أسرع وقت إن شاء الله.

مشكلتي تتلخص في أني مبتلاة بحب إنسان أحسبه على خير ولا أزكي على الله أحدا، فهو إمام مسجد وحافظ للقرآن، وأشعر أنه يبادلني نفس المشاعر؛ حيث أنه لمح لأخي بذلك، ولكنه يخاف أن يتقدم لي فيرفضه أهلي لأنه كان متزوجا من قبل ولم يحدث وفاق بينه وبين زوجته.

أنا لا أستطيع أن أفكر في غيره، وبالطبع لا يعرف مشاعري هذه إلا الله، بالرغم من هذا حينما يتقدم لي أحد لا أرفض وأقول ربما يكون فيه الخير ولكنهم يذهبون دون حتى كلمة اعتذار.

بالله عليكم أجيبوني فأنا في حيرة من أمري، وقلبي يتمزق، فهل هذا الحب شيء بيدي أم أنه غضب من الله أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ متعبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن تلميحه لأخيك فتح لكم الباب، فلا تترددي في مناقشته ومساعدته، والأخ صاحب كلمة ومحرم لك، ونسأل الله أن يجعل الخير على يديه، ومرحبا بكم جميعا في موقعكم، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير ثم يرضيك به.

لا يخفى عليك أنه لم ير للمتحابين مثل النكاح، وأرجو أن يتقدم ذلك الشاب ويطرق عندكم الباب أو يطلب مساعدة شقيقك، وهو مثله من الشباب وأرجو أن يدرك الجميع أن خوض تجربة زواج سابقة ليست دليلا على الفشل، ومن حقكم أن تسألوا عن أسباب ما حصل مع ضرورة إدراك الفوارق لأننا نرفض تعميم الفشل، خاصة إذا فهمنا أن الله سبحانه قال في كتابه: ((وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما))[النساء:130] وما أكثر الذين فشلوا في التجربة الأولى ثم نجحوا نجاحا كبيرا لأنهم استطاعوا تجنب أسباب الفشل، والمؤمن لا يلدغ من الحجر الواحد مرتين، والتجارب الفاشلة محطات هامة جدا في طريق النجاح، وفشل شخص معين مع آخر لا يعني فشله مع الجميع.

في كل الأحوال لابد من حسم هذا الموضوع؛ لأن الزمن ليس في الصالح، ومن مصلحتك ومصلحة الشاب أن يحسم هذا الأمر في أسرع وقت، ولن يتمكن أهلك من الإجابة إلا بعد أن يبدأ الشاب الخطوة الأولى، ومن حقهم بعد ذلك أن يتعرفوا عليه وأن يقفوا على تجربته الأولى، ومن حق الشاب أيضا أن يتعرف عليكم.

نحن لا ننصحك برد الخطاب ولا نوافق على التمادي في مشاعرك والسير مع عواطفك إلا إذا تأكدت من إمكانية حصول الموافقة حتى لا تقعي في الحرج؛ لأن التعلق بشخص والارتباط بآخر يجلب الآهات ويجر إلى المنكرات.

نسأل الله أن يقدر لك الخير ويرفعك عنده درجات، وهذه وصيتي لكم بتقوى الله رب الأرض والسموات، مع ضرورة الإكثار من الدعاء والتضرع لمن يقضي الحاجات ونسأل الله أن يهدي والدك للخيرات، وأن يجمع بينكما على الطاعات، وأن يصلح لنا ولكم النيات والذريات.

مواد ذات صلة

الاستشارات