الشخصية القلقية والاستعداد الدائم للتأثر بكل ما حولها من أحداث

0 412

السؤال

السلام عليكم.

أشعر بخوف دائم دون أي سبب! فعندما أكون جالسا أشعر بخوف لا أستطيع تحديد مصدره، وهذا الخوف يزداد إذا طرأت علي فكرة تغذيه، وعندما أقول فكرة فلا يعني هذا أن الفكرة ذات أهمية، بل قد تكون تافهة للغاية وإنما هي حجة ليزداد الخوف، بمعنى أن الخوف موجود وإنما يبحث عن شيء يتجلى به ، كما أني لا أستطع أن أعزم على أي شيء، فإن قلت في نفسي: افعل كذا أو قم بعمل كذا أكتئب وأشعر بألم في صدري مهما يكن هذا العمل بسيطا، كأن أقول: ادرس اليوم مادة الرياضيات من الوحدة الأولى إلى الوحدة الثالثة وعندما يزداد الخوف أشعر باكتئاب شديد وألم حاد في صدري وجفاف في لساني.

الأفكار الإيجابية لا تقل ألما من الأفكار السلبية..لا أستطيع تحمل الإثارة مهما تكن سواء أكانت محزنة أو مفرحة، لكن الحمد لله ذاكرتي وتركيزي لم يتأثرا بهذا المرض الذي أعاني منه منذ عشر سنوات وقد استعملت الأدوية التالية دون أي جدوى، كما أنني لم أعرف ما هو مرضي بالتحديد:

Prozac fluoxetine 20mg
Ludiomil 25 Mg . maprotilin. hydrochl
Seroxat 20Mg paroxetine
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فجزاك الله خيرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وثقتك فيما تقدمه.

سوف أبدأ بتشخيص حالتك وهي أنه في الأصل لديك شخصية قلقة، بمعنى أن النواة القلقية لديك مرتفعة، وأنت تعرف أن الناس تختلف في سماتها، فهناك من يكون لديه مستوى القلق مرتفع وهناك من يكون لديه مستوى القلق منخفض جدا لدرجة التبلد في المشاعر، وهناك من لديه أيضا مستوى الوساوس أو سرعة الغضب أو الانفعال قد تكون مرتفعة – وهكذا - .. هذه سمة من سمات الشخصية.

ويعرف أن الإنسان الذي لديه نواة قلقية أو استعداد للقلق أكثر سوف يتفاعل بصورة أسرع من غيره حين تكون هنالك أي نوع من المسببات التي ربما تسبب القلق مهما كانت واهية، وقد وصفت أنت ذلك بصورة جلية جدا.

بالنسبة لألم الصدر الذي ينتابك فإن هذا نوع من الأعراض الجسدية للقلق؛ لأن القلق النفسي يؤدي أيضا إلى توتر في بعض عضلات الجسم وأكثر العضلات عرضة للانقباض هي عضلات الصدر وعضلات البطن وكذلك القولون، ولذا يشتكي الكثير من الناس من انقباضات القولون العصبي، كما أن العضلات الموجودة في أسفل الظهر من أكثر العضلات التي هي عرضة للانقباض، ولذا يشتكي الكثير من الناس من آلام الظهر ويقومون في بعض الأحيان بإجراء فحوصات ليست ضرورية.

الحمد لله فإن من الأشياء الإيجابية لديك أن التركيز والذاكرة لم تتأثر لديك؛ لأن القلق النفسي كثيرا ربما يؤدي إلى تشتت وضعف في التركيز.

أما بالنسبة لما وصفته بالاكتئاب الشديد هو بالطبع عدم القدرة على التكيف ويعرف أن القلق يدخل الإنسان في حلقة مفرغة يظهر ذلك في شكل مخاوف وتوتر وشيء من عسر المزاج، وهذا أيضا قد وصفته بصورة واضحة.

الذي أنصحك به أولا ألا تنظر للأمور بسلبية وسوداوية، فحاول أن تراجع نفسك وتراجع موقفك وسوف تجد أن هنالك أشياء إيجابية عظيمة كثيرة في حياتك فأرجو أن تعمل على تنميتها وعلى تطويرها.

ثانيا: عليك أن تستعين بالصحبة الطيبة وبالصحبة الخيرة، فسوف تجد - إن شاء الله تعالى – الدعم اللازم والكامل ممن هم قدوة طيبة وهم الحمد لله كثر في المجتمع تجدهم في المساجد وتجدهم في الأماكن الطيبة، فأرجو أن تتخذ الصحبة الطيبة لأن فيها خير كثير لك.

ثالثا: عليك بممارسة الرياضة – خاصة الرياضة الجماعية – فسوف تجد فيها الفائدة والنفع الكثير.

أما بالنسبة للأدوية فإن الأدوية التي استعملتها هي من الأدوية الجيدة، ولكن نعرف تماما أن الدواء قد يناسب إنسانا ولا يناسب غيره؛ لأن الأدوية أيضا تعمل حسب التكوين الوراثي أو التكوين الجيني للإنسان.

وهنالك أمر ضروري جدا وهو لابد للإنسان أن يصبر على الدواء ويتناوله بالجرعة الصحيحة وللمدة الصحيحة؛ لأن كثيرا من الناس يستعجل النتائج ولذا لا يتعاون مع نفسه في تناول الدواء للمدة المطلوبة وبالجرعة المطلوبة.

وعموما أرى أن الدواء الذي سوف يكون مناسبا جدا لحالتك هو العقار الذي يعرف تجاريا بـ (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا بـ (استالوبرام Escitalopram) فهو دواء مضاد للقلق ومضاد للخوف ومضاد للاكتئاب ومضاد للعصبية ويعطي الثقة في النفس لدرجة كبيرة، فقط الذي أرجوه منك هو أن تلتزم به وتلتزم بالإرشادات السابقة التي ذكرتها لك.

وجرعة هذا الدواء الذي أود أن تبدأ بها هي عشرة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراما ليلا لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى عشرة مليجراما ليلا وتتناولها لمدة عام كامل.

المراحل التي ذكرتها لك للعلاج هي مرحلة البداية، والمرحلة العلاجية الوسطية وهي المدة التي تتناول فيها الدواء بجرعة عشرين مليجراما، ثم تأتي الفترة الوقائية وهي التي تكون الجرعة فيها عشرة مليجراما.
هذا الدواء من الأدوية المتميزة والطيبة جدا وهو ليس إدمانيا أو تعوديا.

أرجو أن تطبق هذه الإرشادات وأن تكون لك الثقة في نفسك والقوة والقدرة، فأنت في ريعان الشباب وأمامك الكثير الذي يمكن أن تقوم به، فعش الحياة بكل جمالها وعشها بكل قوة وبكل أمل، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.

وللمزيد من الاستفادة يمكنك الوقوف على هذه الاستشارات عن علاج المخاوف سلوكيا: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 ) وكذلك الاكتئاب: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121 )


مواد ذات صلة

الاستشارات