الإرشاد الطبي في الزواج بالفتاة المصابة جدتها بفيروس الكبد الوبائي

0 596

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو من الله ثم من حضرتكم أن أجد عندكم الجواب لمسألة عندي، وهي أن أخي خطب فتاة من أسرة يوجد بين أفرادها مصاب بمرض الكبد الوبائي، وهذا المريض هو جدتها التي ربتها وتقطن معها في نفس البيت، ويبدو أن المرض قد وصل مع هذه الجدة إلى مراحله المتقدمة، أي: حالة تشمع الكبد.

سؤالي هنا: هل من الواجب إجراء فحص لدى الطبيب لخطيبة أخي ليتضح لنا خلوها من المرض؟ وهل هناك طريقة لإجراء هذه التحاليل دون أن تشعر هذه الخطيبة أننا نريد هذا الفحص لذلك الغرض المذكور؛ لأنها وأسرتها قد أخفو عنا أمر مرض هذه الجدة؟

وسؤال أخير: ماذا لو تم هذا الزواج دون إجراء أي فحص؟

أرجو من سيادتكم أن تردوا علي في أقرب وقت ممكن للأهمية، وجزاكم الله خيرا ورزقكم من الخير من حيث لا تحتسبون.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ KH حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حبذا لو كنت ذكرت نوع الفيروس الوبائي الذي أصاب الجدة، فكما تعلمين فإن هناك فيروسان يؤثران على الكبد، وهما:

- فيروس الكبد الوبائي (بي) Hepatitis virus b .
- فيروس الكبد الوبائي (سي)، Hepatitis virus c .

فيروس الكبد (بي) لا ينتقل بالمصافحة أو بالقبلات العادية التي لا تحمل لعابا، أو بتناول طعام تم إعداده عن طريق شخص حامل للفيروس، أو زيارة مصاب بالمرض، أو اللعب مع طفل حامل للفيروس، أو العطاس أو السعال أو الأكل والشرب من وعاء واحد، إنما ينتقل عند المعاشرة الجنسية (إذا لم يكن لدى أحد الزوجين مناعة ولم يتلق التطعيم، وكان أحدهما مصابا أو حاملا للفيروس)، أو عند ملامسة دم المريض وهناك جرح على الجلد، أو الاستعمال المشترك لأدوات الحلاقة (مثلا: الأمواس في محلات الحلاقة)، وفرش الأسنان، أو الأقراط التي توضع في ثقب الأذن أو الأنف للسيدات، والأدوات المستخدمة لهذا الغرض، ومقصات الأظافر، وأدوات الحجامة والوشم والختان، وقد ينتقل الاشتراك مع الآخرين في مضغ اللبان أو إعطاء الطفل طعاما ممضوغا من قبل الآخرين، والاشتراك باستخدام الإبر والمعدات الطبية ذات الاستعمال المشترك مثل معدات طبيب الأسنان، وينتقل من الأم إلى المولود أثناء الولادة.

أما فيروس التهاب الكبد (سي) فإنه لا ينتقل من شخص لآخر إلا عن طريق الدم؛ فهو لا ينتقل للأطفال لا عن طريق الولادة ولا حتى الرضاعة الطبيعية، وبالرغم من أن الأبحاث أثبتت وجود الفيروس في لبن الأم فإنه لا ينتقل للطفل بالرضاعة؛ لأن حامض المعدة يقضي على الفيروس تماما، وما ننصح به في مثل حالة الزوجة هو مراعاة الآتي:

1- أن تكون حلمة الثدي أثناء الرضاعة ليس بها أي شقوق أو جروح، وكذلك يكون فم الطفل ليس به أي احتقان أو جروح.

2- عدم استعمال أدوات الأم الجارحة مثل المقصات للأطفال، فيجب أن يكون للأم أدواتها الخاصة بها، ولا يستخدمها أي شخص آخر، خاصة الأدوات الجارحة (المقص، وفرشة الأسنان).

أن إصابة الزوجة بهذا الفيروس لا يتسبب في وجود أي مشاكل اجتماعية، فبالنسبة للمعاشرة الزوجية فإنها لا تسبب في انتقال الفيروس حيث لم يثبت وجوده في سوائل الجسم ما عدا الدم، ونادر جدا إصابة الزوج عن طريق المعاشرة الزوجية الطبيعية.

وبالنسبة لالتهاب الكبد فإن هناك تطعيمات تقي من هذا الفيروس، فإن أخذ الزوج أو الزوجة والأولاد التطعيمات الثلاث أصبحوا منيعين ضد المرض، ولا يحدث عندهم المرض، ولا يوجد أي تطعيم بعد لفيروس الكبد (سي) وكما ترين فإن احتمال الانتقال لخطيبة أخيك قليلة، إلا أن الاحتمال قائم إذا كان هناك ملامسة لدم جدتها دون انتباه، أو مشاركة ببعض الأدوات التي يبقى فيها بعض الدم مثل فرشاة الأسنان أو المقص.

يمكن أن تفاتحيها بالموضوع بأنه قد استشرتم أحد الأطباء وأوصى بإجراء تحاليل فيروس الكبد (بي) و(سي) طالما أن هناك فردا في العائلة مصابا بالمرض فإنه يفضل إجراء التحاليل على الأفراد الآخرين؛ لأنهم قد يكونون قد استخدموا بعض الأدوات مثل المقص أو الفرشاة أو أشياء أخرى فيها دم المريض.

وطبعا من الناحية الأدبية لا يمكن أن تجرى عليها تحاليل الدم دون علمها؛ ولذا أرى أن تفتحوا الموضوع معها وذلك بنية أنه يجب أخذ الاحتياطات اللازمة إن وجد الفيروس فيها، وطالما أن هناك احتمال أن تكون مصابة به، وأن جدتها قد ربتها، فقد تكون قد أطعمتها من فمها بعض الأطعمة قبل أن تعرف الجدة أنها مصابة؛ وذلك لأخذ الاحتياط لتطعيم الزوج وتطعيم الأولاد أو عمل احتياطات أخرى.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات