رفض الأم الخاطب بعد الموافقة عليه

0 521

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة تقدم لي شباب كثيرون، ودائما كان القرار لأهلي في مواضيع الزواج، وكنت أقبل معهم بكل شيء، وقد تمت خطبتي وتركت بسبب اختيارهم، رغم أني عارضت قبل أن تتم الخطبة ولكنهم أصروا عليه.

قد تقدم لي الآن شاب فوافقت عليه، وكلمته أمي ووافقت عليه، ولكن عندما أراد أن يتقدم بشكل رسمي رفضت، وظلت تحرض والدي على عدم القبول، وتهددني دائما بأنها ستغضب علي وستقاطعني إن تزوجته، وتدعو أن لا يوفقني الله إذا تزوجته.

هذا الشاب صاحب مكان مرموق ومتدين، وهذا ما أريده، وشرطه للزواج لبس النقاب، وقد وافقته على ذلك لأني كنت منتقبة وأهلي غصبوني على خلعه، فهل إذا تزوجته دون رضاهم أكون قد أخطأت؟! علما بأنهم سيقومون بإجراءات الزواج لكنهم غير راضين به وأمي ستغضب علي.

أرشدوني وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وعد الحق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن قبولك بهذا الشاب الصالح فيه الخير والصواب، ولن يضرك رفض الوالدة والأهل، لأنك صاحبة القرار، وليس من المصلحة تكرار الرفض للخطاب، خاصة صاحب الدين، ولن تكوني عاقة لوالدتك إذا كنت مطيعة لله، ولكن عليك أن تجتهدي في إقناع الوالدة وإرضائها، وهذا أمر سهل.

أرجو أن يعاونك على ذلك العمات والخالات وأصحاب الرأي والعقل والوجاهات، وننصحك قبل ذلك وبعده بكثرة اللجوء إلى رب الأرض والسماوات، فإن بيده قلوب الآباء والأمهات، وهو المدبر والمصرف لسائر الكائنات، وبتوفيقه ينال الخير وتنزل البركات.

نحن نقول لأهل كل فتاة: إنكم قد تستطيعون أن تختاروا لابنتكم ثوبا لتلبسه أو طعاما لتأكله، لكنكم قد لا تنجحون في اختيار زوج يسعدها؛ لأن الأذواق تختلف، والفتاة هي صاحبة الرأي، ولا تزوج البكر حتى تستأذن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ودور الأهل توجيهي إرشادي فقط، وليس من حقهم أن يرفضوا صاحب الدين إذا وجدت الفتاة ميلا إليه وقبولا له، وذلك لأن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

ونحن في الحقيقة نشكر لك اهتمامك بوجهة نظر أهلك، ولكننا ندعوك إلى فعل ما يرضي الله، واختيار ما يحقق مصلحتك، ونؤيد بشدة قبولك بصاحب الدين الذي تقدم إليك، واتركي التردد والمجاملة واقتربي من أهلك وإن غضبوا، واصبري على ذلك، واسألي الله التوفيق، واحرصي على تقوى الله، وهنيئا لفتاة تجد شابا يحرص على دينها ونقابها ويكون عونا لها على طاعة ربها، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات