السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
أريد أن أسأل سؤالا في الزواج، فأرجو الإجابة عليه وبارك الله فيكم.
عندما كنت أدرس في الجامعة تعلقت بابنة عمي وأحببتها وأحبتني، وقد أخبرنا أهلنا أننا نريد الزواج فوافق الأهل، ولكن اشترطوا أن أنهي تعليمي، وأن أتوظف وظيفة جيدة ومحترمة، ومرت سنتان وتخرجت من الجامعة وتوظفت وظيفة جيدة، وخلال تلك السنين تعلقنا ببعضنا تعلقا قويا تحت إطار الشرعية، وفي إطار الحب في الله، من غير أي شيء يغضب الله - عز وجل - وأمام عائلاتنا، وعندما تقدمت لخطبتها وافق الجميع وذهبنا لكتابة الكتاب، وفجأة تبين أنني وهي نحمل مرض الثلاسيميا، ومن ذلك الوقت وحتى الآن وأنا وهي نعاني من حالة نفسية سيئة للغاية، وغير قادرين على اتخاذ القرار بالانفصال أو الزواج، حيث إنني لا أستطيع اختيار غيرها وهي لا تستطيع اختيار غيري.
فبارك الله فيكم أعطوني استشارة لما أنا فيه الآن، وهل هناك حلول لمشكلتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكما تعلم فإن حامل مرض الثلاسيميا يعيش حياة طبيعية تماما، ولا يوجد هناك ما ينغص حياته من كل الجوانب.
ومرض الثلاسيميا مرض ينتقل بالوراثة بنمط وراثي يسمى النمط الوراثي المتنحي، أي أنه يحتاج المولود لمورثة من الأب ومورثة من الأم كي يحصل عنده مرض الثلاسيميا، وهذا يعني أنه إن كنت أنت لا تحمل مرض الثلاسيميا (وهذا يمكن الكشف عنه بتحليل الدم) فإن نصف الأولاد سيكونون سليمين، والنصف الآخر يكون حاملا للمرض كوالدتهم، وليس عندهم المرض، أي أن كل الأولاد أصحاء، ولا يعانون من أي مرض، فحامل مرض الثلاسيميا -كما قلت- هو صحيح ولا يعاني من أي مشلكة تذكر.
لذا لا أرى أن يكون هناك مانع من الزواج إن لم تكن أنت حاملا للمرض، وتذكر أن هذا لم يكن لها أي اختيار فيه، وإنما هو اختيار الله تعالى، فلا تعاقبها على شيء اختاره الله لها.
والكرة هي في ملعبك الآن، فإن كنت أنت سليما ولا تحمل المرض فالنسب الإحصائية للأطفال إن كنت أنت سليما هي 50 % أصحاء تماما والنصف الآخر أصحاء إلا أنهم يحملون مورثة المرض، ولا تدري فقد يجعل الله كل الأولاد أصحاء تماما، ولا يحملون المورثة، فهذه النسب هي نسب تقديرية، والأمر كله بيد الله.
وبالله التوفيق.