السؤال
السلام عليكم.
أعاني من معدتي المتعبة دائما، وصعوبة الهضم، وغازات، حتى أنني تركت تناول البقوليات نهائيا، ولدي فقر دم بنسبة 10.4 ورمل في الكلية، والتهابات في المجاري البولية، وأعاني من الوسواس القهري في كثير من الأمور، وأحيانا من ضيق في التنفس، وحالتي النفسية متعبة جدا، فما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كما ترين ففي مثل حالتك يجب أولا معرفة سبب فقر الدم الذي تعانين منه، فإن كان هناك زيادة في كمية الدم المفقود أثناء الدورة الشهرية فهذا يفسر الأمر، أما إن لم يكن ذلك فيجب معرفة إن كان السبب غذائيا أو أن السبب فقدان دم عن طريق الجهاز الهضمي، وذلك بإجراء تحليل للبراز إن كان هناك دم في البراز، عندها تحتاجين لإجراء فحوصات أخرى لمعرفة أين فقدان هذا الدم في الجهاز الهضمي؟
فإذا كان السبب هو الدورة فإنك تحتاجين للعلاج بحبوب الحديد لمدة ثلاثة شهور بعد أن يصبح الدم طبيعيا بين 12- 14.
أما التهاب المسالك البولية فإن كان متكررا فإنه عند ذلك تحتاجين لزرع البول ومعرفة الجرثومة المسببة وعلاجها، وقد تحتاجين للعلاج لفترة طويلة، وفي بعض الحالات وخاصة إن كان الالتهاب يأتي بعد الجماع فقد تحتاجين لأخذ دواء قبل الجماع وهذا طبعا باستشارة طبيب المسالك البولية.
أما المعدة المتعبة فإما أن تكون المعدة هي السبب، وفي هذا الحال أرى أن يجرى منظار للتأكد من عدم وجود الجرثومة الحلزونية، والتي قد تكون السبب في هذه الأعراض، وفي صعوبة الهضم وفي الغازات أو قد يكون السبب القولون العصبي، وفي مثل حالتك النفسية فإن احتمال القولون العصبي تزداد، وبالتالي تحتاجين لعلاج القولون العصبي بالأدوية، وكثيرا ما نضيف لهذا العلاج مضادات الاكتئاب، والتي تساعد القولون وتساعد المريض مثل دوغماتيل Dogmatil Or librax أو أحيانا نستخدم Motival twice a day .
وأعتقد أن ضيق النفس من مصدر نفسي، وعلى الرغم من أن فقر الدم قد يسبب ضيقا في النفس مع الجهد إلا أن فقر الدم عندك ليس شديدا، وإنما فقر بسيط، وللتخلص النهائي من الوسواس القهري لا بد أن يدعم الإنسان العلاج الدوائي بالعلاج السلوكي، والعلاج السلوكي يقوم على مواجهة الوساوس وتحقيرها وعدم اتباعها واستبدالها بأفكار أو أفعال مضادة لها تماما.
والوسواس القهري من الأمراض التي تتأرجح ما بين التحسن والانتكاسة لدى 40% من الناس، أما 40% من الناس فهم يشفون منه شفاء كاملا، أما بالنسبة لـ20% المتبقية وهي النسبة الأقل فربما يظل الوسواس معهم ملازما طول الحياة، ويرى الكثير من الباحثين في مجال علاج الوسواس القهري أن من الأفضل للمريض أن يستمر على علاجه لمدة أطول مما كان يعتقد في الزمن الماضي، ومن هذا المنطلق أصبحنا الآن ننصح الكثير من الإخوة والأخوات الذين يعانون من هذه العلة بأن يستمروا على أدويتهم التي جلبت لهم المنفعة مهما طالت هذه المدة حتى لو بلغت سنوات، والعلة في ذلك أن هذا المرض يتأرجح كما ذكرت.
والشيء الآخر أنه الآن توجد أدوية فعالة وممتازة وسليمة والتي لا يخشى كثيرا من آثارها الجانبية، ولا تسبب الإدمان.
وبالله التوفيق.