السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا شاب عمري 14 سنة، كنت قد مارست العادة السرية لفترة قصيرة جدا دون أن أعلم ما هي، وبعد أن علمت ما هي وما حكمها الشرعي تركتها وتبت توبة لا رجعة فيها، ولكن قبل فترة شعرت بإثارة جامحة فأغلقت قدمي على بعضهما، وكان هناك ضغط على الخصيتين فنزل المني، وقد كان ذلك من غير قصد فندمت كثيرا وبكيت، ودعوت الله أن يغفر لي، وبعدها بقليل تذكرت أني قرأت مقالا عن شاب، وكان ذلك الشاب يقوم بالضغط على الخصيتين لإخراج المني، وكان حكم عمله أنها عادة سرية.
والسؤال: هل أنا آثم وإذا كنت آثما فما العمل لتكفير ذنبي؟ اعذروني على الإطالة، وأرجو الرد في أقرب وقت لأن ذلك يؤرقني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ العابد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
يسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - تبارك وتعالى- أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلك من الذين يظلون بظله يوم لا ظل إلا ظله، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك - ابني الكريم وفقك الله- فإنه وكما لا يخفى عليك أن هذه المرحلة السنية التي تمر بها مرحلة حرجة، إذ أن الإنسان ينتقل منها من عالم الطفولة المتأخرة إلى عالم الرجولة، فإن الرجل منا يصبح رجلا إذا بلغ مرحلة الرجولة برؤية علامة من العلامات الثلاث التي تعرف بعلامات البلوغ، وهي: (الاحتلام، أو نبت شعر العانة، أو بلوغ خمسة عشر سنة)، وأنت الآن بما أنك قد نزل منك المني فهذا علامة على أنك أصبحت في نظر الإسلام رجلا، رجل بمعنى الرجولة الكاملة، بمعنى أنك لو استطعت أيضا أن تتزوج لكنت صالحا للزواج وإنجاب الأولاد - بإذن الله تعالى- ومثلك خاضوا المعارك واشتركوا في الفتوحات الإسلامية وهم في مثل سنك، وقدموا صورا رائعة للشاب المسلم الصادق العفيف التقي النقي الذي يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
هذه المرحلة نظرا لأن الأثر المترتب عليها عظيم، فإذا ما مرت عليك هذه المرحلة وأنت لم تقع في المعاصي خاصة الكبائر، فإنك ستكون من خيار عباد الله تعالى، أما تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) ومن هؤلاء: (وشاب نشأ في طاعة الله)، فإن هذه منزلة عظيمة راقية، أما تسمع بقول النبي
صلى الله عليه وسلم: (عجب ربك من شاب ليست له صبوة)، أي نزوة من النزوات المحرمة، فإن الشيطان لا يريد لك ولا لأمثالك من الشباب أن تمر عليهم هذه المرحلة على خير؛ ولذلك يزين لهم المعاصي ويزين لهم الآثام، ويؤجج فيهم نار الشهوات حتى يجعلهم يفقدون العفة ويقعون في المعصية حتى يسقطوا من عين الله - والعياذ بالله رب العالمين- فيحرموا هذه المنزلة العظيمة وهي أن يظلوا بظل الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله.
واحمد الله تبارك وتعالى رغم وقوعك في المعصية إلا أنك لم تستمر عليها، فلقد أكرمك الله - تبارك وتعالى- فتركتها بعد وقوعك فيها لفترة قصيرة ولم يطل أمدك ولم تستمر في المعصية، وهذا - ولله الحمد والمنة- إن دل على شيء فإنما يدل على محبة الله لك؛ لأن من علامات المحبة ولدي الكريم أن يصون الله - تبارك وتعالى- عبده من المعصية، وأن ينتشله بسرعة إذا وقع فيها، فأنت رجل يحبك الله تبارك وتعالى ولولا ذلك لتركك لنفسك وكنت مستمرا على المعصية دون أن تنتبه لحكمها ولا أن تلقي بالا لخطورتها، ولكن لمحبة الله لك يا ولدي أكرمك الله بهذه الكرامة.
أما عن الجزء الآخر وهو الضغط على الخصيتين حتى خرج منك المني، فكما لا يخفى عليك أن الله تبارك وتعالى قال: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}، ذهب العلماء إلى أن إخراج المني بأي صورة من الصور العمدية (بمعنى أن يتعمد الإنسان إخراج المني منه) لا يجوز شرعا، وإنما المني - بارك الله فيك- يخرج في حالات الجماع الحقيقي الطبيعي الحلال بين رجل مسلم مع زوجته المسلمة، أو يخرج والإنسان نائم في حالة النوم؛ لأن هذا الاحتلام عبارة عن قدر زائد من هذا السائل في جسد الإنسان يخرجه الله تبارك وتعالى بلطفه وفضله ورحمته من الإنسان وهو نائم حتى لا يسبب له ضررا ولا يؤدي إلى الوقوع في المعصية - والعياذ بالله- .
ولذلك عليك أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى واعلم أن أعظم شروط التوبة هو الإقلاع عن الذنب، والتوقف عن المعصية، فأنت تتوقف الآن عن ذلك كله، واعلم أنه إذا كان عندك من المني شيء زائد فسيخرج منك وأنت نائم، وهذا لا حرج فيه ولا إثم عليك فيه، أما أن تسلك أي سبيل لتخرج هذا الماء عمدا بيدك أو بغير يدك فإنك قد اعتديت {فأولئك هم العادون}، وقد وقعت في المحذور، فتوقف عن هذا الأمر فورا ولدي الكريم العابد ولا تعد إليه مهما كانت الدوافع ومهما كانت الدواعي ومهما كانت الإغراءات، لا هذا الموقف ولا غيره.
واندم على فعل هذا الذنب، واعقد العزم ألا ترجع إليه، وحاول أن تستفيد من أوقات فراغك - بارك الله فيك- في عمل صالح، كأن تحفظ القرآن الكريم ولو بمعدل آية أو آيتين أو ثلاث آيات يوميا، أو شيئا من أحاديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ولو حديثا واحدا أو قراءة شيء من كتب أهل العلم في الفراغ الذي يوجد عندك أو الدخول على المواقع الإسلامية التي تزيد الإيمان في قلبك، أو حضور حلق العلم ومجالس الذكر حتى تتقوى بإخوانك الصالحين، واجتهد ألا تكون وحدك لفترة طويلة، وألا تغلق عليك باب الغرفة أيضا لفترة طويلة حتى لا يستحوذ عليك الشيطان.
أسأل الله لك التوفيق والسعادة والسداد والهداية، كما أسأله تبارك وتعالى أن يجمعنا وإياك وسائر المسلمين في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.