السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أسأل الله العظيم أن يجزي جميع الأخوة القائمين على العمل بالموقع خير الجزاء على ما يقدمونه من خير عظيم للمسلمين.
أما سؤالي: فحيث إني ابتليت بممارسة العادة السرية منذ 11 سنة بصفة مستمرة، ولم أستطع الإقلاع عنها حتى الآن، وكنت أمارسها أحيانا في اليوم الواحد أكثر من مرة، مع أنني - والحمد لله - محافظ على الصلاة لحد كبير، ولم أتزوج حتى الآن، وغالبا لن يتم الزواج قبل عام ونصف على الأقل، ومع هذا أعاني مؤخرا من حالة نفسية سيئة للغاية؛ نظرا لإصابة والدي بمرض سرطاني.
لاحظت أخيرا - وهذا هو سؤالي - ضعف الانتصاب لدرجة كبيرة، ولم يعد يحدث الانتصاب القوي الذي كان يحدث في الماضي، ولا الانتصاب الصباحي الذي كان يحدث في الماضي، وأنا حتى الآن لم أستطع الإقلاع عن هذه العادة السيئة، ولكني أحاول، أستحلفكم بالله أن لا تبخلوا علي في الشرح والتفصيل الممتع المعتاد في إجاباتكم، سواء كان السبب من ضعف الانتصاب عضويا أو نفسيا، وما العلاج في كل حالة على حدة؟ وهل العلاج سيكون مستمرا أم علاجا وقتيا؟ وهل من أمل أن ترجع الأمور إلى ما كانت عليه ويصبح الانتصاب قويا وطبيعيا؟ وهل طول فترة ممارسة العادة السرية في السابق ستؤثر في الفترة القادمة بعد الزواج على العمر الافتراضي في ممارسة حياة زوجية بشكل صحيح؟
أستحلفكم بالله مرة أخرى ألا تحيلوني على أي أسئلة أخرى، وأن تذكروا لي هل الأدوية ستكون وقتية أم مستمرة؟ وهل من أمل في ممارسة حياة زوجية بعد الزواج بشكل صحيح؟ وما نصائحكم لي؟
أرجو تفصيل الإجابة في حالة ما إذا كان السبب عضويا أو نفسيا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أكرم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في البداية نسأل الله أن يشفي والدك، وأن يخفف عنه مرضه، وأن يلهمه الصبر والاحتمال.
أما عن سؤالك بخصوص عدم حدوث الانتصاب كما كان في الماضي، فبسؤالك عن السبب وكونه عضويا أم نفسيا يسهل الإجابة واستيعابك لها؛ حيث إنك تدرك أن هناك أسبابا عضوية وأخرى نفسية لضعف الانتصاب، وأطمئنك في البداية، وقبل الخوض في التفاصيل بأن أغلب الظن - إن لم يكن كل الظن - بأن ما تعاني منه هو سبب نفسي للضعف الجنسي، ودليل ذلك الآتي:
1- حدوث ذلك الأمر بشكل مفاجىء ومنذ وقت قصير، وهذا يكون عكس السبب العضوي الذي يأخذ فترات طويلة كي يظهر، ويحدث تطور للمرض تدريجي بحيث تضعف الحالة مع مرور الوقت.
2- ارتباط ذلك بسبب نفسي واضح وجلي وهو مرض الوالد، وتأثير ذلك السلبي عليك، مما يؤثر بلا شك على الحالة المزاجية والرغبة الجنسية، وبالتالي الانتصاب، وارتباط ذلك بأمر نفسي آخر، وهو العادة السرية وما تسببه من لوم وجلد للذات، والذي بدوره يؤثر على الانتصاب، وكذلك تؤثر العادة السرية على الانتصاب من الناحية النفسية نتيجة التعود والملل في الممارسة، وعدم وجود الشريك الجنسي الذي يساعد على الإثارة، ويحفز الأداء الجنسي القوي، وكلها أمور نفسية تؤثر على الانتصاب، مع العلم أن العادة السرية لا تسبب الضعف الجنسي العضوي.
3- عدم وجود أمراض مزمنة تسبب ضعف الانتصاب العضوي مثل السكر، أو الضغط، أو ارتفاع دهون الدم، أو الخلل الهرموني، أو أمراض الكلى والكبد، أو تناول أدوية بشكل مستمر؛ مثل أدوية الضغط والأعصاب، وهذه كلها أسباب ترجح الجانب العضوي لضعف الانتصاب، وأعتقد أنها غير موجودة لديك.
لذا أرى أن الأمر نفسي للأسباب السابقة، ولصغر سنك، وعدم وجود سبب عضوي للضعف الجنسي، وسأوضح لك خطوات تشخيص وعلاج الحالتين كما أردت، ففي حال كون الاحتمال الأقوى تجاه المرض العضوي نقوم بعمل بعض التحاليل مثل:
1- سكر صائما ومفطرا.
2- Prolactin هرمون الحليب.
3- Testosterone هرمون الذكورة.
4- أخذ إبرة في العضو لتوسيع الشرايين والحكم على الانتصاب Ici .
5- عمل أشعة دوبلكس على العضو Penile duplex .
6- استبعاد الأسباب الأخرى مثل الأمراض المزمنة الأخرى والأدوية.
ويكون العلاج حسب التشخيص والسبب، وفي الغالب يكون:
1- بعلاج الأسباب، مثل علاج السكر، والضغط، والتوقف عن أدوية محددة.
2- أخذ علاج دوائي مثل الفياجرا، ويكون علاجا دائما في أحوال كثيرة.
3- علاج هرموني تعويضي، ويكون دائما.
4- أخذ حقن موضعية في الذكر، وغالبا يكون دائما.
5- في النهاية وضع دعامة داخل الذكر من خلال عملية جراحية.
أما عن الأسباب النفسية فيكون التشخيص كما أوضحنا، وأيضا مع استبعاد الأسباب العضوية، والعلاج يكون كالتالي:
1- تجنب الأسباب النفسية من قلق وتوتر واكتئاب وإحباط، واستعادة الثقة بالذات، والثقة في أن الأمر وقتي، وسيزول حتما مع الوقت، وتعود الأمور لسابق عهدها.
2- محاولة الابتعاد عن العادة السرية، وتجنب المثيرات الجنسية، والحرص على الرياضة المنتظمة، والتغذية السليمة المتكاملة.
3- قد نلجأ إلى بعض العلاجات البسيطة، مثل المنشطات الجنسية لفترات قصيرة ولا نواصل عليها، حيث مع الوقت يعود الوضع لطبيعته، ويكون ذلك بعد الزواج وليس الآن، المطلوب الآن هو ما سبق ذكره من علاج سابق بدون علاج دوائي.
وبإذن الله لا تؤثر العادة السرية على مستقبلك الجنسي بعد الزواج طالما تبت وأقلعت عنها، وبدأت الرياضة والتغذية، وذلك حتى الزواج، فمع تلك التعليمات ستجد الأمور جيدة وطبيعية - بإذن الله - وستكون الممارسة الزوجية طبيعية، وحال وجود أي مشكلة حينها فيمكن علاجها -بفضل الله-.
ولمزيد الفائدة يراجع:
• أضرار هذه العادة السيئة: (2404 - 3858 - 24284 - 24312 - 260343).
• كيفية التخلص منها لمن ابتلي بها: (227041 - 1371 - 24284 - 55119).
• الحكم الشرعي للعادة السرية: (469 - 261023 - 24312).
والله الموفق.