علاج الغيرة الشديدة والكره للناس

0 663

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا فتاة أعاني من الغيرة الشديدة والحقد والكره للناس، وأشعر بضغط شديد في نفسيتي ولكني أكبته في نفسي ولا أحكي انزعاجي لأحد, رغم أني طيبة النفس، وخالصة النية، وأندم كثيرا على ما أقوم به من جرح الناس وسوء أدبي مع والدي، حيث أتعامل معهم كأنهم أعداء لي.

علما بأن الناس يتهمونني بالتكبر لأنني منعزلة عنهم وقليلة الكلام معهم, وأشعر بالحزن دائما لأنني أدرس في الجامعة تخصصا لا أحبه، وكنت أتمنى أن أدرس الصيدلة وأصبح دكتورة صيدلانية, وأصلي وأدعو الله بالهداية، ولدي طموح كبير لكنه يقابله إحباط متكرر؛ مما يجعلني أضر الناس دون قصد، فكيف أتعامل مع إخواني؟ وما نصيحتكم؟!

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hiba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن محافظتك على الصلاة وكثرة التوجه إلى الله بالدعاء من أكبر ضمانات وأسباب الشفاء، ومرحبا بك في موقعك بين الإخوان والآباء، ونسأل الله أن يذهب غيرتك وأن يغرس في مكانها الحب والإخاء.

واعلمي أن نعم الله مقسمة بين الناس، وأن السعيدة هي التي تدرك النعم التي تتقلب فيها لتؤدي شكرها، وبشكرها تنال المزيد وتفوز برضا ربها المجيد، كما أن الشكر سبب لحفظ النعم فلا تفنى ولا تبيد.

وأرجو أن تنظري للحياة بأمل جديد، ولا تمدي عينيك لما متع الله به إماءه والعبيد، واستمعي إلى كلام ربك الحميد حيث قال: (( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ))[طه:131]، ولاحظي أنه قال في ختامها (( ورزق ربك خير وأبقى ))[طه:131].

ومعنى ذلك أن الخير كله في أن يرزق الإنسان الدين، ورزق ربك من الدين والأخلاق والصلاح خير وأبقى، وذلك لأن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحبه.

وتذكري أن الله إذا أعطى الإنسان نعمة فإنه سبحانه يحاسبه عليها ويختبره، ولذلك قال: {لنفتنهم فيه}، وإذا وجدت أن نعم الله تنزل على أخواتك وزميلاتك فأظهري الفرح ثم توجهي إلى الفتاح الكريم، واسأليه من فضله، وانظري إلى من هم أقل منك في العافية والعلم حتى تشكري نعم الله.

ولا شك أن دراسة الرياضيات أيضا فيها فوائد كثيرة، وإذا لم يكن بالإمكان تكرار المحاولة للدخول للصيدلة فأقبلي على دراستك بحرص واجتهاد، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يلهمك السداد والرشاد.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة معاملة الناس بمثل ما تتمنين أن يعاملوك به، ولا شك أن الشعور بالمشكلة هو أول وأهم خطوات العلاج، ونحن سعداء بسؤالك، ونسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوالك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات