السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا شاب متزوج منذ تسع سنوات، ولي من الأولاد ثلاثة ولله الحمد، وعلاقتي مع الجميع ممتازة، وأخاف الله في كل شيء، وأكون دائما كريما في بيتي وخصوصا مع زوجتي، ومشكلتي أني أعيش حالة صمت طويلة مع زوجتي التي تحب المشاركة والحديث في جميع الأمور، وهي على عكسي تماما حيث أنني قليل الكلام في البيت، وقليل البوح بمشاعري لزوجتي، وأستعين على ذلك بالحوار مع نفسي.
وعندما يحصل خلاف مع زوجتي فإنني لا أستطيع حل مشاكلي، بل أتبع أسلوب الصمت والحوار مع الذات، ولا أقدر على ترجمة هذا مع زوجتي لإحساسي أنها متكلمة، وهذا يجعلني أتجنب فتح أي حوار مباشر معها، وأريد أن أبوح لها بكل ما يجول في خاطري ولكني لا أقدر، وأشعر بأن هناك ما يمنعني، علما بأن زوجتي خفيفة الدم ومتعلمة، ولكني أشعر بأنها متعالية على الناس وليس علي، وأصبحت حياتنا كئيبة، ونحن على وشك الانفصال، فأرشدوني.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الكاملي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن حاجة زوجتك إلى كلامك لا يقل في أهميته عن الطعام والشراب؛ لأن فقد الطعام والشراب يؤدي إلى فقدان الحياة، كما أن عدم الكلام مع الزوجة وعدم الاستماع لآلامها وآمالها يعرض مشاعر الحب للموت، وقد يتسبب في الانحراف والضياع.
وأنت الآن تشعر بثمار الصمت الذي هو أكبر أعداء المرأة، فالحوار الداخلي يفهم من قبل الزوجة على أنه احتقار، وقد تعتبره الزوجة عقوبة لها، ولذلك فنحن ندعوك إلى الحرص على التخلص من ذلك الصمت حتى يزول الغموض ويسهل التفاهم ثم التآلف.
وإذا عجزت عن التعبير فاكتب لزوجتك ما في نفسك وقدمه لها في لحظات الصفاء، واحرص على أن تعبر لها بنظراتك ولمساتك عن حبك لها واهتمامك بها وشفقتك عليها.
وإذا كانت زوجتك خفيفة الدم فهذا مما يساعدك على الاقتراب منها وإسداء النصح لها وشغلها بالمفيد، وتجنب مقارنتها بالقريب والبعيد، فإن ذلك يدفعها للإساءة لهم، واذكر لها ما وجدت عندها من الإيجابيات والمحاسن، فإن ذلك يرد الهدوء والأمن إلى نفسها، واعتذر لها عن صمتك، وبين لها أن هذا من طبيعتك، واطلب مساعدتها من أجل التخلص من الصمت؛ لأنه لا يحسن في التعامل بين الأزواج، مع أنه يحسن إذا كان صمتا عن الشر والعصيان.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ورحم الله من قال خيرا فغنم أو سكت عن شر فسلم، ونسأل الله لك الهداية والتوفيق.
وبالله التوفيق.