السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حضرة الدكتور الفاضل:
أنا شاب عمري 18 سنة، أعاني من الحموضة منذ عدة سنوات، ولكنها زادت بشدة في السنتين الماضيتين، بحالة شبه دائمة، حيث أشكو دائما منها بعد الطعام أيا كان نوعه، وقد أعطيت دواء Pariet، واستمريت عليه قرابة السنة، وكنت أشعر بتحسن معه، لكن يعود لي الألم إذا لم آخذه في أحد الأيام، ثم أعطاني طبيب آخر دواء لعلاج التوتر وتحسنت معه لمدة شهر فقط.
أشير إلى أن الحموضة تكون في المعدة بشكل يدعو أحيانا للتقيؤ، كما تكون في المريء وصولا إلى الحلق مع حرقة شديدة.
مع العلم أنني أعاني من اضطرابات شديدة في القولون، فالغازات لا تفارقني، وقد قال لي الطبيب أنني مريض بالقولون العصبي.
أرجو من سيادتكم التكرم بالرد على سؤالي مأجورين.
وعذرا على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن المعدة تفرز حامض الكلور الذي يساعد على هضم الأطعمة، إلا أن هناك بعض الحالات المرضية وغير المرضية التي تزيد من إفراز الحامض مسببا أعراضا مثل الإحساس بحرقان أو حموضة خلف الصدر أو في الحلق أو البلعوم وهذه تنجم عن ارتجاع حموضة المعدة إلى المريء، ومن ثم إلى الحلق، وأحيانا إلى القصبات:
ومن أهم أسباب زيادة حموضة المعدة:
- القرحة المعدية والاثنى عشرية.
- أورام المعدة.
- الارتجاع المعدي المريئي.
- تناول المواد المالحة والأطعمة التي تحتوي على البهارات الكثيرة والأطعمة الدهنية.
- تناول الأطعمة الحامضة.
- تناول الإسبيرين أو الأدوية المسكنة.
- الاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرة.
- القلق والتوتر النفسي.
- التدخين.
- تناول القهوة بكثرة.
- قلة الحركة وقلة التمارين.
- أحيانا لا يمكن العثور على أي سبب، ويسمى فرط حموضة بدئي.
ومن رسالتك يبدو أنك تعاني من ثلاثة أمور وليس أمرا واحدا:
1- زيادة حموضة المعدة.
2- ارتجاع في حموضة المعدة إلى المريء.
3- القولون العصبي.
فزيادة حموضة المعدة قد تترافق أو لا تترافق مع الارتجاع، فالارتجاع للمريء يسبب ألما وإحساسا بالحرقة خلف الصدر مع الأعراض التي تشكو منها من الإحساس بالحموضة في المريء، وأحيانا السعال الصباحي، والبحة.
ولعلاج هذه الحالة عليك:
- بتخفيف الوزن، والتخلص من الأمور التي تزيدها، والتي تم ذكرها إن وجدت.
- عدم الاستلقاء إلا بعد الطعام بثلاث ساعات.
- عدم شرب المنبهات والمشروبات الغازية.
- أخذ الأدوية المضادة للحموضة يوميا، وأحيانا عند النوم أيضا، وقد يحتاج ذلك لفترة طويلة جدا، وفي بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج بالدواء لفترات طويلة قد يلجأ إلى إجراء عمل جراحي للمريء.
- رفع الرأس بوضع مخدتين تحت الرأس عند النوم.
أما القولون العصبي فهو سبب الأعراض التي تشكو منها، من الانتفاخ والإمساك والغازات.
وأعراض القولون العصبي تزداد كذلك بتناول أطعمة معينة، وبالقلق والتوتر؛ فلذا يجب مراقبة ذلك، ومعرفة الأطعمة التي تزيد الأعراض، ومن الأطعمة التي تولد الغازات: البقوليات غير المطبوخة جيدا، والفجل، والقرنبيط، والملفوف، والحليب، والإمساك بحد ذاته يزيد كذلك من الغازات.
لذا يجب التخلص من الإمساك إن كنت تعاني منه، والإكثار من الأطعمة التي تحتوي على الألياف، ومن ناحية أخرى فهناك بعض الأدوية التي تخفف من تقلصات القولون، ومنها ديسباتالين، والأدوية التي تقلل من الغازات، مثل الديسفلاتيل، وهذه الأدوية تؤخذ تحت إشراف الطبيب.
وبالله التوفيق.