السؤال
السلام عليكم
أعاني منذ تسعة أعوام من مرض لم أجد له تشخيصا دقيقا بدأ بضربة في رقبتي مثل الكهرباء، ثم بعد ثلاثة أيام بدأ معي ترجيع وإسهال استمر لعدة أسابيع ومن ثم أشهر، التشخيص الطبي يتخبط بين نزلة معوية، وقولون هضمي وعصبي، بعده تركز معي صداع شديد فوق منطقة الفكين مستمر طوال 9 سنوات الماضية، عملت أشعة صوتية ومقطعية للمعدة وتحليل دم ولم أجد سوى تحويلي لمرض متلازمة (جلبرت) عند ارتفاع الصفراء والتي شفيت منها -بإذن الله- عن طريق الكي.
الآن أعاني من إجهاد ودوار وصداع أعلى الفكين، ونوبات هلع دون سبب، وخاصة عند الخروج من المنزل والذهاب للعمل، مع كتمة بالصدر وانتفاخ بسيط بالبطن، ويصحبها خمول بالجسم.
أرجو تزويدي بالتشخيص والعلاج إن أمكن، والله هو الشافي وهو على كل شيء قدير.
للتذكير مع الرقية تنشد أعصابي للقرآن وخاصة الإبهام للقدم بالرجل اليسرى فيأخذ الاتجاه لأعلى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن متلازمة -جلبرت- لا تسبب أعراضا سوى ارتفاع البليروبين في الدم -الصفراء- مع تغير بسيط في الجلد، وهو مرض وراثي ومنتشر، ويقدر أن نسبة المصابين بهذا المرض 5 % من الناس، وهو وراثي بنمط وراثي سائد، أي أنه إذا كان أحد الأبوين عنده هذه المورثة فنصف الأولاد يكون عندهم، وهو ليس السبب في الأعراض التي تشكو منها أو شكوت منها، فكما قلت فإنه يسبب الصفار بعد صيام طويل أو بعد الرضوض أو عمل جراحي أو التهابات في الجسم.
ولا يحتاج لعلاج، وتخف متى اختفى السبب، وأحيانا يستخدم دواء الفينوباربيتال إذا ارتفع البيليروبين أكثر من 6، ونادرا ما يحصل ذلك وتكون إنزيمات الكبد طبيعية، ويكون بسبب نقص في أحد إنزيمات وظائف الكبد.
واضح أن هناك عاملا نفسيا يلعب دورا هنا، وهو الهلع الذي تشكو منه وبلا سبب، وخاصة عند خروجك من المنزل، والكتمة التي تحس فيها في الصدر، كل ذلك يشير إلى ما نسميه بالخوف غير الطبيعي، ومرض الخوف غير الطبيعي هي من أكثر أنواع أمراض القلق النفسي شيوعا وفي مختلف الأعمار، فهو نوع من القلق النفسي يتظاهر بالخوف إما من أشياء أو من ارتفاع أو من أماكن أو من أشخاص أو حيوانات.
بعض الأطباء يرى أن المرض نابع من داخل الفرد، أي مشاعر خوف داخلية من ممارسات محرمة وممنوعة، ومشاعر الخوف الداخلية هذه يتم نقلها وتحويلها إلى أشياء خارجة تصبح مصدر الخطر للمريض وبالتالي فإن رؤية هذه الأشياء الخارجية تؤدي إلى إثارة مشاعر الخوف والذعر الداخلية الكامنة في الإنسان.
والبعض الآخر يرى أن سببه حادثة مؤلمة وقاسية مع مصدر الهلع والخوف يؤدي إلى مشاعر خوف دفينة يتم خزنها في ذاكرة الفرد ومشاعره، وبالتالي رؤية الشيء أو المكان الذي سبب الأخبار الأليمة والقاسية يثير مشاعر الخوف الدفينة هذه.
أما علاج هذه المخاوف؛ فيكون من خلال العلاج السلوكي، لأنها أمراض نفسية خفيفة.
والعلاج بالمواجهة هو أكثر أنواع العلاج السلوكي المستخدمة في علاج المرض، ويقوم ذلك على قيام المريض وبصحبة الطبيب المعالج بالتعرض للموقف أو الظروف المؤدية للهلع والذعر الشديد، وذلك بشكل منتظم بحيث تؤدي هذه المواجهة أو بالأحرى سلسلة المواجهات هذه إلى زوال تدريجي لمشاعر الخوف والهلع المرتبطة برؤية أو التعرض للأشياء والمواقف التي كانت تسبب قبل العلاج الذعر والخوف والهلع الشديد للمريض، وتجرى المواجهة بالتدريج وتسمى طريقة العلاج المتدرج أو تتم المواجهة رأسا وبدون مقدمات مع مصدر الخوف والذعر.
وإذا كانت كل التحاليل طبيعية ولم تظهر أي مرض، وكذلك الصور الشعاعية فهناك احتمال كذلك أن يكون سبب الصداع القلق وكذلك الإحساس بالإجهاد والدوار.
أما الصداع الصدغي قد يكون أحيانا ناجما عن اضطراب وظيفي في المفصل الفكي الصدغي الذي يتمفصل فيه الحنك مع الوجه في أسفل منطقة الصدغ، فكثير من الناس يضغطون على أسنانهم دون وعي أثناء النوم وهي إحدى العلامات التي تدل على توتر وقلق، وهذا يؤدي إلى هذه الآلام المستمرة في الصدغ، ولعلاج ذلك يجب إما مراجعة طبيب أسنان عنده خبرة في علاج هذه المشكلة أو طبيب الأعصاب.
شفاك الله وعافاك وبارك الله فيك.
ولا مانع من استعمال الرقية الشرعية، والطريقة ستجدها هنا (247326).
والله الموفق.