أنا جادة في حياتي وأحب الستر ولا أحب كثرة الخلطة، فهل أنا معقدة؟

0 230

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 29 عاما، لست كغيري من الفتيات، وإنما لدي خجل كبير ولا أحب الحفلات والاختلاط بالنساء والزيارات، ولا أحب الماكياج مطلقا، كما أنني أحرص على ارتداء الملابس المحتشمة الفضفاضة، إضافة إلى لبس ما يغطي الشعر والنحر بحضور نساء غير أسرتي، وأحب دوما أن أكون طبيعية.

علما بأني ناجحة في عملي ولله الحمد وأحب الناس وأندمج بسرعة، ولا أحب الموضة في شيء، وإنما أحب الجميل الساتر المعقول، وحياتي كلها عمل وأسرتي فقط، وكل من يراني يقول لي أني معقدة، وأتخوف من المستقبل أو مجاراة من حولي، فهل أنا طبيعية أم أعاني مرضا نفسيا؟!

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن نجاحك في عملك وحبك للناس وسرعة اندماجك مع الآخرين بشريات ومؤشرات طيبة، وقد أسعدني حرصك على الاحتشام حتى في حضور النساء والمحارم، فإن هذا دليل على الحياء، و(الحياء لا يأتي إلا بخير)، وليت النساء علمن أن التوسع في إظهار الزينة أمام النساء أو المحارم له أضرار وآثار خطيرة.

ولا شك أن النجاح في العمل يلقي بظلاله على حياة معظم الناجحين، وقدرتك على النجاح في العمل تؤهلك بتوفيق الله على النجاح في ميادين أخرى في الحياة، فكرري محاولات التأقلم مع الوسط المحيط بك.

واعلمي أن المؤمنة التي تخالط الناس وتصبر على أذاهم خير من التي لا تخالط ولا تصبر على الأذى، ووجود الإنسان في جماعة له ثمرة وضريبة، ونحن ننتظر من أمثالك أن تخالط وتنصح شريطة أن يكون ذلك في حدود المعقول، فإن التوسع في المخالطة يفسد القلب ويقسيه، والناس في أمر الخلطة وعدمها أنواع: فمنهم من مخالطته كالغذاء وهؤلاء هم الصالحون والصالحات، ومنهم من خلطته كالدواء يحتاجه الإنسان في حالات محدودة وبمقادير محددة، ومنهم من مخالطته كالداء والعياذ بالله.

وأنت ولله الحمد طبيعية ونتمنى أن تزيدي في مساحة التواصل مع أهلك وتترجمي حبك لهم بكلمات وتصرفات محسوسة؛ لأن بعدك الكامل عنهم يضر بك ويبعدهم عنك، وقد يوحي إليهم بأنك متكبرة عليهم، والشيطان يجري منهم ومنك مجرى الدم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ولك جزيل الشكر على التواصل مع موقعك، وكم تمنيت أن توضحي لنا أسباب اختيارك للعزلة حتى تكون مناقشتنا لك واضحة ومباشرة، فإن معرفة السبب تساعدنا في إصلاح الخلل والعطب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ومرحبا بك مجددا.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات