السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا شاب في بداية الثلاثينات من عمري وغير متزوج، أعاني من برودة تجعلني أرتدي الألبسة أكثر من المستوى الطبيعي والمعقول على مدار جميع الفصول.
ومشكلتي تتجلى في أني بعد أن أخلد إلى النوم، بحيث أضطر إلى ارتداء ملابس كثيرة قد لا يتخيلها عقل إنسان - حتى خلال الصيف - رغم شعوري بداية بالحرارة، وإذا ما غفلت عن ذلك - وأيضا عند تغير الفصول من الصيف إلى الخريف ومن الخريف إلى الشتاء - فإني أستيقظ من شدة البرودة، خصوصا في الصدر والأطراف، وقد أصاب من جراء ذلك بآلام في البلعوم وسعال وزكام .. إلخ.
ومن الناحية الصحية العامة لا أعاني من أي مرض، ولا أتناول أي أدوية علاجية ولله الحمد، وأتناول من حين لآخر بعض الفيتامينات، خصوصا فيتامين (C)، ووزني (56) كج وطولي (182) سم، وأتناول واجباتي بشكل طبيعي، وقد قمت بفحص للغدة الدرقية بعد استشارة الطبيب فكانت النتيجة جيدة ولله الحمد، ونصحني بمحاولة الزيادة في الوزن من خلال الإكثار من الطعام والوجبات، إلا أني بعد بذل جهد كبير لم أستطع أن أتعدى (64) كج، ورغم أني كنت أمارس الرياضة بشكل مستمر في بعض الفترات إلا أن هذا لم يمنع من استمرار البرودة.
علما بأن خفقان القلب لدي يدور حول (90) ضربة في الدقيقة، ولا أشعر بالتعب إذا قمت بجهد بدني كالصعود في الدرج أو المشي بسرعة، فما تشخيصكم لحالتي؟!
أفيدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الشعور بالبرودة - كما هو الحال عندك - له أسباب كثيرة، منها ما ينطبق عليك ومنها ما لا ينطبق عليك، ومن أجل تعميم الفائدة فإنني سأقوم بسرد كل الأسباب مع مناقشة كل سبب لمعرفة ما إذا كان ينطبق على حالتك أم لا.
أولا: نقص نشاط الغدة، وقد استبعدت هذا السبب الشائع عندك بتحليل الغدة الدرقية.
ثانيا: فقر الدم، وأعتقد أن الطبيب عندما أجرى لك التحليل قد أجرى تحليلا لفقر الدم، فإن لم يكن قد أجري فيفضل إجراؤه.
ثالثا: عند كبار السن، وهذا لا ينطبق عليك.
رابعا: النحافة عادة ما تسبب الشعور بالبرودة أكثر من السمنة، بسبب قلة النسيج الدهني الذي يقوم بعمل واق ضد البرد.
خامسا: العامل الوراثي، حيث يكون عند بعض الناس إحساس بالبرد أكثر من غيرهم دون سبب مرضي، وإنما يرجع إلى عامل الوراثة.
سادسا: مرض (أديسون)، وفيه يكون هناك انخفاض في الضغط وانخفاض في السكر والكالسيوم نتيجة نقص نشاط الغدة فوق الكلية (الغدة الكظرية).
سابعا: الاكتئاب، وهذا لا ينطبق على حالتك.
ثامنا: مرض (رينود Raynaud)، وهو لا ينطبق على حالتك؛ لأنه ينجم عن تقلص الأوعية في الأيدي والأرجل في البرودة ويخف مع التدفئة.
تاسعا: نقص نشاط الغدة النخامية، وهذا لا ينطبق عليك؛ لأن أحد الأشياء التي تحصل هنا هو نقص نشاط الغدة الدرقية وقد كانت سليمة عندك.
وإن لم يوجد عندك سبب فما عليك إلا أن تدفئ نفسك وتحاول أن تزيد من وزنك، ونستعمل أحيانا في بعض الحالات الشديدة بعض الأدوية التي توسع الأوعية، إلا أنه يجب أن تستخدم تحت إشراف الطبيب، لأنها تسبب نزولا في الضغط، وأما النبض فهو طبيعي، وهذا النبض لا يكون عند من لديهم نقص في نشاط الغدة الدرقية، فالنبض يكون متباطئا، أي: أقل من ستين دقة في الدقيقة.
وأعتقد أنه لا يوجد عندك سبب، خاصة إن كانت المشكلة عندك منذ صغرك، وقد يكون الأمر وراثيا، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.