صرت أرسب كثيراً بعد أن كنت متفوقاً بسبب السحر فما العلاج؟

0 350

السؤال

السلام عليكم

كنت طالبا متفوقا وملتزما طوال حياتي، وقد دخلت الجامعة في قسم الرياضيات -رغم تفوقي- لرغبتي به، ورغبة في إتمام الدراسات العليا، لكن منذ الفصل الثاني من السنة الأولى بدأ مستواي الدراسي بالانحدار، وصرت أرسب كثيرا وأصبت بأمراض عدة، وعند الفحوصات لم يجدوا شيئا، فاتجهت للطب النفسي ولم يتحسن الحال.

وقبل ثلاثة أشهر جاءني شيخ وقرأ علي الرقية الشرعية فتعبت وعلمت أني مسحور، ووجدت السحر في أغراضي وأكلي، وأجد معاناة شديدة في العلاج، وكانت الصدمة كبيرة أن صديقي هو الذي قام بعمل السحر، وأشعر أني مشلول وليس لدي القدرة على استيعاب ما حصل أو مواجهة الناس بفشلي، وقد فقدت الرغبة في إتمام الدراسة أو العلاج، والناس ينظرون إلي أني مغفل، فماذا أفعل؟ وما توجيهكم؟!

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يقيك شر شياطين الإنس والجن، وأن يعيد إليك تميزك وتفوقك، وأن يصرف عنك تلك الهموم وهذه السلبية التي أصابتك، وأن تكون من الفائزين المتفوقين المتميزين.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن كل شيء له سبب، سواء أكان هذا السبب سلبيا أم إيجابيا، وهذه الحالة المفاجئة التي أصابتك لابد أن وراءها سببا أدى إلى حدوثها ووقوعها، ولا يستبعد أبدا أن يكون هذا السبب إنما هو عمل من أعمال الشياطين، خاصة بعد أن أجريت عدة فحوصات ولم يجدوا شيئا يستدعي أن تصاب بما أصبت به، واتجهت للطب النفسي ولم تتحسن أيضا، وجاءك شيخ فقرأ عليك الرقية الشرعية وتعبت وعلمت أنك مسحور ووجدت سحرا في أغراضك وتعاني الويل بالعلاج، وكانت الصدمة أنك علمت بأن الذي فعل ذلك هو أحد أصدقائك!

ونحن لا يعنينا من الفاعل، وإنما الذي ينبغي أن يركز عليه الآن إنما هو الفعل والحدث، ينبغي أن تجتهد في إيقاف عمل هذا السحر؛ لأنه سوف يؤثر على مستقبلك وسوف يجعلك تفقد حياتك بالكلية، وتتحول إلى إنسان مشرد طريد لا حول له ولا قوة ولا قيمة له ولا وزن، وأنت تعلم أن السحر حقيقة، وهذا ما حدثنا الله تبارك وتعالى عنه في القرآن الكريم، وأيضا حدثنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم في السنة، بل إنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سحره رجل من اليهود يسمى (لبيد بن الأعصم)، ورقاه جبريل عليه السلام حتى شفاه الله وعافاه.

فالسحر شأنه شأن غيره من الأمراض والعلل التي تصيب جسد الإنسان فله علاج وحل - بإذن الله تعالى - فعليك أن تتوجه للرقية الشرعية، وتستطيع أن تقوم برقية نفسك بنفسك، فإن هناك كتبا تشرح للإنسان كيف يرقي نفسه بنفسه، وتستطيع أيضا أن تجعل أحد أقاربك يقوم على رقيتك، وهناك أشرطة فيها أحاديث وآيات الرقية تستطيع أن تستمع إليها باستمرار، فإن لم يتيسر لك ذلك أو لم تجد في ذلك نفعا، فتوجه إلى بعض المشايخ الثقات الذين يعالجون بالرقية الشرعية الصافية بعيدا عن الشبهات وبعيدا عن الشركيات والاستغاثات المحرمة.

ومع تكرار هذه الرقية سوف تنتهي هذه المظاهر وتزول هذه الأعراض وتعود إلى صحتك السابقة وتعود إلى تميزك بإذن الله تعالى، ومع هذه الوسيلة عليك أيضا أن تجتهد في الآتي:

(1) أن تكون في غالب الوقت على وضوء، فلا تنم إلا على وضوء ولا تخرج من البيت إلا كذلك.

(2) أن تجتهد في المحافظة على أذكار الصباح والمساء، خاصة ما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في اليوم مائة مرة.. إلى أن قال: كان له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي أو حتى يصبح).

(3) دعاء الخروج من المنزل تحرص عليه: (باسم الله توكلت على الله...) إلخ، وأيضا قولك: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحا ومساء، فهذا ينفعك الله تبارك وتعالى به.

فاجتهد في المحافظة على الأذكار وخاصة الطهارة مع الأذكار، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يصرف الله عنك كل سوء وأن يعافيك من كل بلاء، ثم تأخذ بأسباب العلاج، ولو سلكت ذلك كله لعادت إليك صحتك وعافيتك ورغبتك في مواصلة الدراسة والتميز كما كنت تطمح وتتمنى، نسأل الله أن يعينك ويوفقك لكل خير.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات