علاج السحر والمس الشيطاني بالرقية الشرعية

0 471

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
إخواني الأعزاء! اسمحوا لي بعرض مشكلة تخص إحدى قريباتي:
هي فتاة في مقتبل العمر لم تتزوج إلى الآن، علمت أنها صرخت في حمام المدرسة قديما، وقالوا إنه تلبسها جني -والعياذ بالله- وقالوا إن قريبة لها تقوم بعمل سحر لها يعطلها عن الزواج! تبعا لكلام السحرة الذين ذهبت إليهم، وأنه كلما فكوا السحر قامت القريبة بتجديده لها.

هي تحافظ على الصلاة والقرآن لكنها لا تستطيع سماع دعاء حرق الشياطين للشيخ محمد جبريل، فهي تشعر بالضيق عند سماعه، وأشعر أنها لا تثق في موضوع الرقية الشرعية، كما أشعر أنه وهم مسيطر عليها وعلى أهلها.

وإن السحر والأعمال وما تعاني منه مجرد قلق نفسي لتأخرها في الزواج ومن تضيق أهلها عليها في الخروج، فكيف أقنعها بعدم اللجوء للسحرة وأقنعها بالرقية الشرعية، وفوائدها الكبيرة؟ وكيف تثبت نفسها لسماع الرقية؟ وبماذا تنصحونها؟
طبتم وطاب مسعاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يصرف السوء عن قريبتك، وأن يعافيها من كل بلاء، وأن يجنبها كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجعلها من المستورات في الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- عن حالة إحدى قريباتك حيث إنها لم تتزوج وعلمت أنها صرخت في حمام المدرسة قديما وقيل إنه تلبسها جني -والعياذ بالله- هذا ممكن، لأننا كما نعلم أن دورات المياه إنما هي مواطن تواجد الشياطين، وقد يكون هذا الأمر سببا فعلا في دخول الشيطان في جسدها، أو إلحاقه الضرر بها؛ لأن الشيطان يعتبر أن هذه مملكته وأن بعض التصرفات قد لا ترضيه ولا تسره فيقوم بالاعتداء على من يفعلها، وهذا وارد.

ومسألة القريبة التي تقوم بعمل السحر هذا أمر ممكن، ولكنه لو سألنا لماذا تقوم قريبتها بعمل سحر لها وتعطيلها عن الزوج؟ إذا كان هناك بينهما خلاف أو بينهما عداوة أو خصومة، فهذا الأمر من الممكن أن يكون كذلك قد يحدث بين بعض الناس الذين لا دين لديهم ولا مروءة ولا يخافون الله تعالى.

وفي جميع الأحوال فإن علاج الأخت الحقيقي لا يكون إلا في الرقية الشرعية، لأنها إن ذهبت لكل السحرة في الأرض جميعا فلن يزيدوها إلا سوءا وفسادا؛ لأن السحرة لا يعالجون هذه الأشياء، وإنما يزيدونها علة ويزيدونها بلاء، ولقد أكرمنا الله تبارك وتعالى بعلاج ناجع نافع مفيد ألا وهو الرقية الشرعية، ولكن المسألة أحيانا تحتاج إلى فترة طويلة من القراءة والعلاج، إذ أن الحالة قد تكون شديدة، والجن الذي يخدم الساحر أو الذي دخل في الأخت قد يكون ماردا، وهذا المارد يتحمل إلى أبعد فترة ممكنة من التحمل بالنسبة للقراءة والرقية، ويظل يقاوم وبشدة حتى لا يخرج من جسد الضحية التي استولى عليها إلا بعد مدة.
إلا أنه لو وجد أخ أو أخت صادق مخلص من الإخوة المعالجين وعنده نفس طويل يقرأ عليها فترة طويلة، فإنها سوف تعالج -بإذن الله تعالى-.

وأنا أقول للأخت الكريمة: حقيقة اللجوء للسحرة لن يزيدك إلا ضررا وفسادا ولا يزيدك إلا علة وبلاء؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام أنزل الله عليه قوله: ((ولا يفلح الساحر حيث أتى))[طه:69]، وفال أيضا عليه الصلاة والسلام: (من أتى كاهنا أو عرافا لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، ومن أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)، فتنبهينها على خطورة الأمر جزاك الله خيرا.

أما الرقية الشرعية فلقد سحر النبي صلى الله عليه وسلم سحره يهودي يسمى (لبيد بن الأعصم) فرقاه جبريل عليه السلام فشفاه الله تعالى، ولذلك أقول: الرقية إذا لم تنفع لن تضر، لأنها كلام الله تعالى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم وتستطيع الأخت أن تعالج نفسها بنفسها، فإذا من الله عليها وجاءت بآيات الرقية وأحاديث الرقية وهي منتشرة بكثرة في مصر - ولله الحمد والمنة - وهناك أشرطة -كما ذكرت- للشيخ محمد جبريل تحرق الشياطين، هذه كونها تضايق عند سماعها معناه أنها فيها شيء، ولكن ينبغي عليها أن تصبر؛ لأن هذا الضيق إنما هو من الشيطان نفسه وليس منها، وعليها أن تصبر لأن الشيطان لا يتحمل، ولذلك كلما سمع آيات العذاب كلما حاول أن يضيق عليها حتى لا تستمر في القراءة وفي الاستماع، ولكن نقول لها: واصلي -بارك الله فيك- وإذا لم تستطع أن تعالج نفسها أو أن يعالجها أحد أقاربها فلتذهب لبعض الإخوة المعالجين الثقات ليعالجها بالرقية الشرعية، حتى يخرج منها هذا الداء -بإذن الله تعالى-.

وحالات كهذه وأشد منها -بفضل الله تبارك وتعالى- شفاها الله ببركة الرقية الشرعية التي هي كلامه وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم.

فيا أختي الكريمة -بارك الله فيك- حقيقة لا يوجد لك علاج إلا في الرقية الشرعية، ما دام من هذا الباب، ما دام ليس فيك مرض عضوي فإن علاجك - بإذن الله تعالى – يكون في كلام الله وكلام النبي عليه الصلاة والسلام: ((وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا))[الإسراء:82].

فنوصيك -بارك الله فيك- أن تخضعي للرقية الشرعية وأن تستمعي للراقي، وإن استطعت أن ترقي نفسك بنفسك أو يرقيك أحد أقاربك فحسن، وهذا أفضل، فإن لم تستطيعي فلا مانع من الاستعانة ببعض المعالجين الثقات من ذوي الخلق والدين ليقوموا على رقيتك بكلام الله وكلام النبي عليه الصلاة والسلام، واستماع ماينفعك.

كما أوصيك -بارك الله فيك- بالمحافظة على أذكار الصباح وأذكار المساء، خاصة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحا ومائة مرة مساء -بإذن الله تعالى- هذه تكون حرزا لك من الشيطان كل يوم حتى تمسي وكذلك حتى تصبحي.
مع مراعاة - بارك الله فيك – أيضا الأذكار العامة الموجودة وأن تكوني دائما على وضوء، وإن استطعت أن تقرئي سورة البقرة فهذا رائع، فإن لم تكن ظروفك تسمح فلا أقل من أن تقرئي آية الكرسي والمعوذات على قدر ما تستطيعين، وتكثري من الدعاء إلى الله تعالى؛ لأن الله تبارك وتعالى أمرك بالدعاء ووعدك بالإجابة: ((وعد الله لا يخلف الله وعده))[الروم:6].

أحسني الظن بالله تعالى وتوجهي إلى الله عز وجل بالدعاء، وأكثري من الاستغفار، والصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام، واجتهدي في أن تكوني على وضوء معظم الوقت أو كل الوقت، ولا تنامي إلا على وضوء، وأبشري بفرج من الله قريب.

أسأل الله لك السلامة والعافية، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يمتعك بالصحة والعافية، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات