السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأتزوج قريبا -إن شاء الله- وسيتم هذا في شقة في البيت الذي يعيش معي فيه أمي وأبي، لكن طباعهما سيئة، وأخشى أن تتأثر زوجتي بهما لأنها ستكون معهما فترات طويلة أثناء وجودي في العمل، ولا أفضل أن تعمل زوجتي، فهل أسمح لها بالعمل حتى تتجنب الاحتكاك بوالدي؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن في قلة الاحتكاك فوائد كبيرة، ولا مانع من أن تعمل زوجتك على الأقل في الفترة الأولى لحياتكما، إذا كانت بيئة العمل نظيفة والعمل مناسب.
وأرجو أن تطالب زوجتك بالصبر على والديك، وعليك أن تكافئها على صبرها وإحسانها لهم، مع تحفظنا على عبارة (طباعهما سيئة)، فإننا لا نرضى أن تطلقها على أعز الناس وأغلى الناس عند كل مسلم، ونسأل الله أن يرزقك بر والديك، وأن يلهمك وزوجتك الصبر والسداد، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك الخير.
ولست أدري ما هي الأشياء المتوقعة؟ ولماذا تقدم هذه النية؟ أليس من الأفضل أن تنمي الجوانب الإيجابية؟
وعلى كل حال أرجو أن يعلم الجميع أن كبر سن الوالدين وتصرفاتهم في تلك المرحلة أمر يحتاج إلى صبر ومصابرة، ولذلك قال رب العزة: (( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما))[الإسراء:23]، وكلمة (أف) هي إظهار التضجر وعدم القبول، فكيف بما هو أكبر وأعظم.
ورغم أنه لم يتضح لنا عدد أفراد الأسرة وهل أنت الرجل الوحيد؟ وما مدى حاجة والديك لوجودك معهم؟ وما هي العادة المتبعة عندكم في مثل هذه الأحوال؟ وأين يسكن من يتزوج عادة؟ إلا أننا نتمنى أن تفعل ما يرضي والديك وأن تنسجم مع الذي اعتاده الناس، بشرط أن تحفظ لزوجتك خصوصيتها، فيكون لها مكان خاص تمارس فيه حياتها كما تريد، وحبذا لو كان لها حمام منفصل ومدخل منفصل.
ولا يخفى على أمثالك أن شريعة الله تطالبك ببر والديك وبعدم ظلم زوجتك، والعاقل يحترم زوجته ويكرمها على إحسانها لوالديه وأهله ويبادلها الاحترام بالاحترام والاهتمام بمثله.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.