السؤال
السلام عليكم..
أصيبت زوجتي برعشة في اليد اليمنى، وصارت لا تستطيع أن تقوم بأي عمل، وقد ذهبنا إلى الطبيب وأجرينا كل التحاليل فلم نجد شيئا - ولله الحمد - ولكنها تعبت جدا ولا تستطيع الكلام فذهبنا إلى شيخ فقال أن هذا سحر، وقام بفك السحر وتكلمت زوجتي - بفضل الله - وزالت الرعشة من اليد، ولكنها عادت مرة أخرى بعد شهرين، فماذا أفعل؟ وهل هذا سحر؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يصرف السوء عن زوجتك، وأن يشفيها، وأن يعافيها وأن يجنبها حقد الحاقدين، وحسد الحاسدين، وظلم الظالمين، وسحر الساحرين، وشعوذة المشعوذين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو من كلامك أن الذي تعاني منه زوجتك إنما هو نوع من أنواع السحر، والسحر حقيقة وله تأثير، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أن نؤمن بأن السحر حق؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سحره رجل يهودي يسمى (لبيد بن الأعصم)، ورغم أن النبي صلى الله عليه وسلم رسول الله وصاحب المقام المحمود واللواء المعقود والحوض المورود والشفاعة العظمى يوم الشهود، أيده الله بالوحي والعصمة، ورغم ذلك حدث له هذا الأمر ليبين الله لنا أن السحر حقيقة وليس مجازا، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الساحر كافر، وذهب علماؤنا إلى أن حد الساحر ضربة بالسيف، والراجح أن الساحر ليس له توبة؛ لأنه يفسد حياة الإنسان.
فما ذنب امرأة مسكينة كزوجتك أن تتوقف عن الكلام وأن تصاب بيدها وتتعطل الحياة داخل الأسرة، وهذا أمر قد يكون هناك ما هو أشد منه، فمن السحر ما يصيب بالعمى، ومن السحر ما يصيب الإنسان بالجنون، ومن السحر ما يجعل الإنسان يكره نفسه ويكفر بربه ويترك عمله ويهجر بيته إلى غير ذلك، ولذلك قال الله: ((ولا يفلح الساحر حيث أتى))[طه:69]، ولكن من رحمة الله أنه جعل له علاجا كأي مرض من الأمراض، وأمرنا أن نتداوى، قال النبي عليه الصلاة والسلام: (تداووا عباد الله فإن الله ما خلق داء إلا وجعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله).
ولذلك فإن زوجتك عندما ذهبت إلى الشيخ وعالجها فك عنها السحر وراحت الرعشة من يدها، ولكنها عادت مرة أخرى بعد شهر لأن السحر من الممكن أن يتجدد، وقد يكون هذا الشيخ ليس شيخا ملتزما؛ لأن الساحر عادة يذهب السحر فترة ثم يعود مرة أخرى حتى تذهب إليه مرة أخرى، وبهذه الطريقة يصبح هناك نوع من الاستنزاف؛ لأن السحرة لا يعالجون وإنما يزيدون الطين بلة ويزيدون المريض علة، فابحث عن شيخ ثقة معروف يعالج بالرقية الشرعية الخالصة وليست عنده بدع وخرافات وشعوذة ودجل، وعندما يعالج امرأتك سيحصل الشفاء بإذن الله، بل إنك تستطيع أن تعالج زوجتك بنفسك؛ لأن الذي يقرؤه الشيخ تستطيع أن تقرأه، فالرقية هي مجموعة آيات من القرآن وأحاديث من سنة النبي عليه الصلاة والسلام، فقم أنت بهذا الأمر، لأنك تستطيع أن تمسك يد امرأتك وتقرأ عليها.
ويمكنك أن تشتري كتيبا في الرقية الشرعية، يعرفك كيف تكون الرقية لعلاج السحر، وتظل تقرأ على زوجتك حتى يعافيها الله، وإن طالت المدة ولم تتحسن فمن الممكن أن تذهب إلى بعض إخواننا المشايخ الثقات المعالجين الذين يعالجون بالقرآن، فهؤلاء إن شاء الله سيعالجون امرأتك، ولكنك تحتاج إلى فترة من الصبر، وتحتاج إلى شيء يعرف بالتحصين بعد العلاج؛ لأن التحصين بعد العلاج أهم من العلاج نفسه، فالجن إذا كان في جسد إنسان وخرج منه ترك علامة، والتحصين معناه أنك تظل تقرأ آيات وأحاديث معينة فترة معينة من الزمن حتى يتم محق هذه العلامة تماما، وبذلك تعود امرأتك طيبة بإذن الله.
كما أنصح امرأتك بالمحافظة على الوضوء دائما؛ لأن السحر إذا كان في اليد فمن الممكن أن ينتقل إلى أي مكان آخر، وعليها أن تحافظ على أذكار الصباح والمساء، خاصة: (لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحا ومائة مرة مساء؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن من قرأها مائة مرة كل يوم كانت له حرزا – وقاية وحماية وحصنا – من الشيطان ذاك اليوم حتى يصبح أو حتى يمسي، وكذلك إذا قالها مساء، وأيضا كذلك (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحا وثلاث مرات مساء، وكذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات.
ويفضل أن تقرؤوا سورة البقرة في بيتكم أو تسمعونها من مسجل أو غيره؛ لأنها تمنع السحر من التجدد، وتمنع دخول الشيطان إلى البيت، وأبشر بفرج من الله قريب، وستتعافى زوجتك - بإذن الله تعالى - وتكون أفضل مما كانت، نسأل الله لكم التوفيق.
وبالله التوفيق.