القلق النفسي وضعف الشخصية.

0 650

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب لم أتزوج بعد، ومشكلتي أني ضعيف الشخصية ومتردد في اتخاذ القرارات، وأخاف دائما من المجهول، وتزيد ضربات قلبي إذا غضبت مع أحد، ويظل جسمي يرتجف، وتزداد نبضات قلبي، وأشعر بعدم القدرة على التحدث، ولا أستطيع فتح موضوع مع أحد، فما الحل؟ وهل يوجد دواء يفيدني؟!

علما بأني أصلي جميع الصلوات الخمس ولله الحمد.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأعراض التي ذكرتها والتي وصفتها بضعف في الشخصية وبكثرة في التردد لديك وعدم مقدرتك على اتخاذ القرارات، وأن لديك سرعة في ضربات القلب وارتجاف تدل على أنك في الأصل تعاني من القلق النفسي، والقلق النفسي يظهر في شكل أعراض جسدية وأعراض نفسية تؤدي بالإنسان في كثير من الأحوال إلى أن تهتز ثقته في نفسه.

وهذه الأعراض يمكن أن تعالج، وذلك بأن تفهم أن هذا قلق نفسي، وأن تعيد النظر في هذه الأحكام التي أصدرتها على نفسك، فهذه أحكام قاسية على النفس، فانظر إلى حياتك وإلى نفسك وإلى شخصيتك بمنظور مختلف، بمعنى أن تعيد تقييم شخصيتك، وسوف تكتشف أن هناك أشياء كثيرة طيبة وإيجابية في شخصيتك، وسوف تكتشف أنك كنت قاسيا في أحكامك على نفسك.

وإذا كنت تذهب وتزور أرحامك فهذا أمر جيد وإيجابي ولا يدل أن شخصيتك ضعيفة، وإذا كنت تحيي الناس بصورة جيدة فهذا أمر إيجابي أيضا، وإذا كنت تتواصل اجتماعيا في المناسبات فهذا أمر إيجابي، وما دمت تؤدي صلواتك وتحافظ عليها فهذا أمر عظيم وأمر لا يؤدي إلى ضعف الشخصية، فالمؤمن دائما قوي الشخصية.

وعليك أن تتخلص من التردد بأن يكون لك عزم ويقين وأن تكون عالي الهمة، وأن تلجأ إلى الاستخارة، فالاستخارة في جميع الأمور مستحبة، كما ورد في حديث جابر - رضي الله عنه - أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن)، فالاستخارة ليست لعظائم الأمور فقط أو لما هو مهم أو ما يتردد فيه الإنسان، ولكن في غالب الأمور، وهي تساعد في إزالة التردد.

وعليك أيضا أن تدير وقتك بصورة صحيحة، فكثير من الناس يدير وقته بصورة خطأ وبصورة همجية وبدون أي اعتبار لأهمية الوقت ويهدر وقته فيما لا يفيد، وهذا يؤدي إلى تدهور في معنويات الإنسان وفي مشاعره حول نفسه ويؤدي إلى القلق وإلى فقدان الرؤيا وفقدان الطريق، فأدر وقتك بصورة جيدة وخصص وقتا للراحة وخصص وقتا للعمل ووقتا لتطوير المهارات ووقتا للتواصل ووقتا للعبادة ووقتا لممارسة الرياضة، وسوف تكتشف أن الواجبات أكثر من الأوقات، فحين تصل لهذه القناعة سوف تحس أن حياتك لها معنى ومثمرة.

وتوجد أدوية جيدة وفعالة وممتازة، فهناك عقار يعرف تجاريا وعلميا باسم (موتيفال Motival)، وهو دواء بسيط وغير تعودي وغير إدماني وغير مكلف أيضا، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة صباحا ومساء، واستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.

وهناك عقار آخر يساعد في تخفيف ضربات القلب المتسارعة، وهذا العقار يعرف تجاريا باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol)، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام (حبة واحدة) - وهذه أبسط جرعة - تناولها يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله، فهذه أدوية بسيطة وعلاجات بسيطة جدا وسوف تساعدك كثيرا.

أنا نصحتك بحسن إدارة الوقت ولابد أن تركز على ممارسة الرياضة، أي تخصص وقتا معينا لممارسة الرياضة؛ لأن الرياضة تمتص كل الطاقات النفسية السلبية وتولد طاقات إيجابية جديدة وتحسن من صحة الإنسان النفسية والجسدية.

وعليك -أيضا- بأن تكون لك الصحبة الخيرة والقدوة الحسنة، فالإنسان حينما يصاحب الأخيار من ذوي الشخصيات القوية والنافذة والطيبة قطعا سوف يتأثر بهم إيجابيا، فعليك بذلك، وأنا مطمئن تماما أن حالتك بسيطة وسوف تستجيب إن شاء الله للعلاج متى ما طبقت الإرشادات التي ذكرتها لك وتناولت العلاج الذي وصفته لك، ويمكنك الاستزاد بالاطلاع على كيفية تقوية الشخصية سلوكيا في الاستشارات التالية: (225512-239454-249371)، نسأل الله لك الصحة والعافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات