أعراض القولون العصبي وعلاجه

1 1704

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب أبلغ من العمر32 سنة، مشكلتي بدأت تقريبا منذ عام ونصف، حيث وبينما أنا أسير في الطريق أحسست بدوخة تبعها تسارع في نبضات قلبي، في البداية لم أعر الموضوع اهتماما، ثم تكرر نفس الشيء معي بعدها بثلاثة أيام حيث وبينما أنا مستلق في فراشي أحسست بخفقان قوي في قلبي، وأيضا بغازات في بطني، في الصباح ذهبت إلى دكتور اختصاصي في أمراض القلب حيث قام بفحوصات وقام أيضا بعمل رسم كهربائي للقلب.

كانت النتيجة أن قلبي سليم وشخص المرض على أنه قولون عصبي حيث قام بتصوير إيكوغرافي على البطن، وقال لي: إن القولون عندما يكون في حالة انتفاخ يضغط على الأعضاء المجاورة كالقلب.

لكن قال: إن قلبي يخفق بسرعة بسبب القلق والتوتر، وأعطاني دواء للخفقان وأيضا دواء للقولون.

سؤالي: هل حقيقة هذه الأعراض من القولون العصبي حيث لا أعاني من أي ألم في البطن، ولكن يحدث لي بعد الأكل انتفاخ شديد في البطن وغازات.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Kamel حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

القولون العصبي ينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك.

هذا المرض يتميز بأنه لا يكون في المريض خلل أو اضطراب عضوي، أي: أن الأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات واضطراب في حركة الأمعاء، ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره.

تتردد الأعراض فتزداد في فترة معينة وتخف في أخرى أو تزول لفترة معينة وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات وفي فترات استقرار الحالة النفسية.

لا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراض كثيرة قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجدي أي سبب آخر، ومنها:

- شعور بالإرهاق والتعب العام.
- شعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة.
3 - آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحيانا الشعور بالحصر.
- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.

أما عن سؤالك إن كان القولون العصبي يسبب الخفقان فإن القولون العصبي بحد ذاته لا يسبب الخفقان أو الدوخة إلا أن القولون العصبي يترافق مع التوتر والقلق وقد يسبب ذلك الخفقان.

من قصتك يبدو أن الخفقان قد حصل مرة وأنت في الطريق مترافقا مع الدوخة دون أن تدري أن هناك أعراضا للقولون، فلو كان القولون سبب الأعراض، فإنه سيكون هناك ألم في القولون في نفس الوقت، فقد يحدث الألم نوعا من القلق يسبب تسارع القلب.

لذا نراقب الوضع فإن كانت معظم الأوقات التي يحصل فيها الخفقان يكون عند حصول ألم القولون فقد يكون هو السبب، أما إن كان الخفقان يحصل في أوقات لا يكون فيها هناك ألم في القولون فيجب أن يكون هناك سبب آخر للخفقان، ومن أكثر الأسباب هو زيادة تناول المنبهات، مثل: الشاي والقهوة أو قلة النوم والإعياء والإجهاد الجسمي والنفسي وزيادة نشاط الغدة الدرقية.

القولون العصبي تكون فيه كل التحاليل والصور الشعاعية طبيعية ولا يظهر بالايكو عدى وجود غازات في القولون.

لذا أرى إن تكررت عندك الحالة أن تراجع طبيب القلب أولا؛ لأنه إن لم يتم تخطيط القلب في نفس وقت حصول الخفقان فإن التخطيط سيكون طبيعيا، وكثيرا ما نلجأ لعمل تخطيط لمدة 24 ساعة، وهو جهاز يحمله الإنسان معه لمدة 24 ساعة ويخطط القلب خلال هذه الفترة بشكل مستمر، وقد يجري لك طبيب القلب تحاليل وصورة للقلب إن لزم ذلك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات