السؤال
أريد منكم نظام ريجيم متكامل صحيح؛ لأن وزني زائد عن معدله الطبيعي 15 كيلو، ودائما يوجد ببطني انتفاخ شديد وألم، ولا يوجد عندي انتظام أثناء دخول الحمام للبراز، أمس عندي إسهال شديد، اليوم عندي إمساك شديد وهكذا، ذهبت للدكتور وقال لي أنه يوجد بعض التعب بالقولون، وأخذت أدوية ولا فائدة من ذلك، فأرجو إفادتي أفادكم الله!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكان يجب أن تعطينا الطول والوزن لتقدير مدى زيادة الوزن الذي تعاني منه لقياس مؤشر كتلة الوزن، فالسمنة لها أخطارها ويجب أن تعرفها:
فإن الأفراد الذين يتراوح مؤشر كتلتهم الجسمية بين 29 و32 درجة ترتفع مخاطر تعرضهم للوفاة المبكرة بنسبة تتراوح بين 60% إلى 70%، مقارنة بمن يتراوح معدل كتلتهم الجسدية بين 18.5 و24.9 درجة، وهي الفئة التي يتمتع أصحابها بوزن طبيعي.
هناك 1260 شخصا من بين كل مليون شخص يتعرضون للوفاة المبكرة كل عام بسبب أمراض متنوعة تتعلق بالسمنة.
- زيادة مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكر وأمراض القلب وبعض أنواع سرطان (الثدي والبروستاتا والقولون).
إن تراكم الدهون في بعض أجزاء الجسم يمثل مؤشرا لارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض معينة، فتراكم الدهون حول منطقة الخصر مثلا يشير لارتفاع احتمالات الإصابة بالسكري.
- إن ثلثي المصابين بارتفاع ضغط الدم يعانون من الإصابة بالسمنة.
أما بالنسبة للحمية أو الريجيم لتنزيل الوزن وبشكل مستمر فقد وجد أن أفضل ريجيم يمكن أن تتبعه ولفترة طويلة هو تقليل كمية ونوعية الأطعمة، ويجب أن تضع أمام عينيك وزنا معينا تقرر أنك ستصله بعد فترة تحددها أنت بنفسك، وبعدها تضع أمامك الوزن الذي يليه، وخلال فترة معينة وهذه تحتاج لإرادة وتصميم وأعتقد أن ذلك ممكن، فكثيرون أمكنهم التغلب على شهوة الطعام، وأمكنهم الإكثار من السلطات والخضروات المسلوقة بدلا من الأطعمة الدسمة، وخاصة في الليل، فوجبة العشاء يجب أن تكون خفيفة، ومن السلطات والخضار المسلوقة، والإقلال من الحلويات، وبشكل عام تقليل كمية الطعام والدهون والإكثار من الماء.
هناك بعض الأدوية التي تساعد على إنقاص الوزن إن لزم ذلك، ومنها:
Xenical ، Reductil وتؤخذ بإشراف الطبيب.
أما الأعشاب أو النباتات فيمكن أن تكثر من الخضروات مثل الخس والخيار والخضروات المسلوقة، ومن النباتات التي تساعد على تنزيل الوزن الكرفس، والشاي الأخضر أيضا يساعد على تنزيل الوزن، كذلك بالإضافة إلى فوائده الأخرى، ويحتوي الشاي الأخضر على كافيين، وثيوبرومين وكلاهما ينشط عمليات تمثيل الغذاء، ولذا يفيد تناول الشاي الأخضر في مساعدة الأنظمة الغذائية لإنقاص الوزن.
والناحية المهمة الأخرى هي المشي وهو مهم جدا، وتبدأ بربع ساعة في اليوم، وتزيدها شيئا فشيئا حتى تصل لساعة يوميا، والاستمرار عليها.
أما أعراض القولون: فالإمساك المتناوب مع الإسهال والانتفاخ من أعراض القولون العصبي.
والقولون العصبي ينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك.
وهذا المرض يتميز بأنه لا يكون في المريض خلل أو اضطراب عضوي، أي أن الأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات واضطراب في حركة الأمعاء، ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره.
وتتردد الأعراض فتزداد في فترة معينة وتخف في أخرى أو تزول لفترة معينة وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات وفي فترات استقرار الحالة النفسية.
ومن ناحية أخرى فإن الأعراض قد ترتبط بأنواع معينة من الأغذية والأطعمة كالحليب والبهارات والفلفل والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر.
ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراض كثيرة قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجدي أي سبب آخر، ومنها:
1- الشعور بالإرهاق والتعب العام.
2- الشعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة.
3- آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحيانا الشعور بالحصر.
4- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.
وتفهم هذا المرض من قبل المريض تفيده في التأقلم مع هذا المرض، وهي أن هذا المرض ليس عضويا، بمعنى أننا لو فتحنا البطن وتفحصنا الأمعاء لوجدناها سليمة، ولهذا فإن الفحوصات التي يعملها لك الطبيب غالبا ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر معك طوال العمر، فعليك أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله، وتحاول أن تتكيف مع أعراض المرض.
ومهما طالت مدة المرض معك، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان ولا إلى غير ذلك، ولا يوجد علاج يقطع هذا المرض ويشفيك منه، ولكن الطبيب سوف يصرف لك بعض الأدوية التي تخفف بعض الأعراض، وتساعد على تحملها، وتمكنك من التعايش مع هذا المرض، والاستمرار في ممارسة أعمالك وحياتك اليومية بشكل طبيعي.
بعض المرضى يحتاجون المهدئات النفسية أو استشارة طبيب الأمراض النفسية، وكما ذكرت فقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي؛ وفي كثير من الأحيان قد تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب، والكثير من المرضى تتحسن عندهم الأعراض مع أدوية الاكتئاب مثل الموتيفال أو اللبراكس، وكثيرا ما نلجأ لإعطاء عدة أدوية مع بعض، مثل إعطاء (دسباتالين) للتقلصات، مع (دسفلاتيل) للغازات، مع (الموتيفال) لتهدئة الحالة النفسية حتى تتحسن الحالة، والاستمرار عليها ما دامت الأعراض، وطالما أن الأعراض موجودة فإنه يجب الاستمرار بالدواء حتى تخف الأعراض ثم تبدأ بالتوقف عنها، ويجب العودة إليها متى عادت الأعراض.
وأنت تقول أنك تناولت الأدوية ولا فائدة! فالأدوية تخفف الآلام والأعراض، ولذا فيجب الاستمرار عليها، فإن لم تستفد عليها فيجب مراجعة الطبيب وتغييرها؛ لأن المرضى تختلف استجابتهم للمرض وللأدوية.
وبالله التوفيق.