السؤال
أحب شخصا منذ سنة وثلاثة أشهر، وأدعو ربي دائما أن يكون من نصيبي، وأخاف أن لا يكون من نصيبي لأن أهلي يرفضون فكرة الزواج من شخص غريب، ومن المستحيل أن يناقشوا هذا الموضوع.
علما بأننا نتكلم كل فترة لكي نطمئن على بعضنا، وقد وعدني وعاهدني أن يتزوجني، وغالب الكلام بيننا يكون عن الزواج والأولاد والتخطيط للمستقبل، فماذا أفعل مع أهلي؟ وهل يجوز أن نتكلم خلال هذه الفترة؟ وهل نأثم بسبب ذلك ويعاقبنا الله بعدم الزواج؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ من مخلوقات الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا تحاولي السباحة ضد التيار، وتوجهي إلى الواحد القهار، واطلبي مساعدة الأخيار، ولا تسيري مع عواطفك في الإبحار، وقدمي عقلك واحتكمي لهدي رسولنا المختار، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يحشرنا وإياك مع الأبرار.
ونحن لا ننصحك بالدخول في هذا المشروع إلا إذا تأكدت من موافقة الأهل، وتأكدت أن ذلك الشاب يبادلك المشاعر وأنه صاحب دين وأخلاق، ولا تقبلي به ولا بغيره إلا إذا جاء إلى داركم من الباب وقابل أهلك الأحباب، وهذا هو الخير والصواب.
ولا شك أن تلك المكالمات رغم قلتها ليس فيها مصلحة ولا يرضاها الشرع وهي سابقة لأوانها، فلا تبني القصور على الرمال، وابتعدي عنه وعن غيره من الرجال، واعلمي أن في ابتعادك عنه اختبارا لصدقه ورغبته وإصراره، وسيكون في بعدك عنه مزيد من الثقة فيك والتعلق به، خاصة إذا علم أنك لا تتواصلين معه طاعة لله.
وأما إذا تماديت في المكالمات فإن الشيطان يستدرج الغافلات ويزين المنكرات، فاتق الله في نفسك وحافظي على حيائك وحجابك واحتفظي بثقة أهلك فيك، واعلمي أن الفتاة مثل الثوب الأبيض والبياض قليل الحمل للدنس.
ولا يخفى على أمثالك أن الإسلام يقدر مشاعر الفتاة ويجعل أمرها إليها في الاختيار، ولكنه يجعل للولي دورا لأنه مرجع الفتاة إذا طلقها زوجها أو مات عنها، وأنجح الزيجات ما قام على الدين وتحقق فيه رضا الوالدين.
وما قمتم به هو شيء خطأ، ولكن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وصدق التوبة والإخلاص فيها يبدل السيئات إلى حسنات، ويصرف عنكم عواقب السوء، وهذه وصيتي لكم بتقوى الله الذي يعلم السر وأخفى، وأرجو أن تكثري من الدعاء فإن مفاتيح القلوب بيد الله وحده، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.