ضعف الشخصية وعدم إحسان التصرف

1 774

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شخصيتي ضعيفة، ولا أحسن التصرف، ونظرتي للحياة سوداء، وليس عندي أهداف، ولا أعرف لماذا خلقت، وقد تعبت من التفكير.

ساعدوني، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت الجنوب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيك وأن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يرزقك الثقة في نفسك، وأن يوفقك لاختيار القرارات الصائبة والأمور الموفقة، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، من أن شخصيتك ضعيفة ولا تحسني التصرف ونظرتك للحياة سوداء وليس عندك أهداف إلى غير ذلك، فإنني أخشى أن تكوني مبالغة في هذا الوصف؛ لأن هذا الوصف مؤلم ومزعج؛ لأن الإنسان منا إذا كان يعاني من تلك الحزمة من الهموم فإنه يعيش حياة صعبة وقاسية، وهذا الوصف الذي وصفت به نفسك إنما هي أمور سلوكية لا تأتي دفعة واحدة، وإنما تأتي على دفعات، خاصة إذا كان الأهل أو الأسرة لا يهتمون اهتماما كبيرا أو لا يمنحون أولادهم حق قيادة أنفسهم أو تولي بعض الأمور وهم صغار، فهذه كلها رسوبيات لتربية غير موفقة؛ إذ أن بعض الأسر أو بعض الآباء والأمهات يحرصون على أن يقدموا لأبنائهم كل الخدمات، ولا يكلفونهم حتى مجرد التفكير في حل مشكلة، وبهذه الطريقة يتحول الإنسان إلى شخصية ضعيفة لا يحسن التصرف.

وأما لو عاش الإنسان حياة طبيعية وكان أهله على قدر من الوعي التربوي وحاولوا أن يكلفوه ببعض المهام وهو صغير، وأن يطلب منه أن يؤدي بعض الأعمال، وأن ينظر إليه فإذا أصاب كوفئ على توفيقه، وإذا نجح كوفئ على نجاحه، ولا يلزم أن تكون المكافأة مادية، فقد تكون كلمة تقدير وشكر، وإذا أخفق في أمر من الأمور يبحث عن أسباب الإخفاق ويبين له لماذا أخفق، فقوة الشخصية تحتاج إلى مران وتدريب منذ الصغر، يتولى هذا أفراد الأسرة الكبار كالوالد والوالدة أو الأخوة والأخوات.

إن هذه الأشياء التي ذكرتها هي ثمار تربية غير موفقة وهي رسوبيات، ولكنه يمكن التخلص منها ويمكن أن تصبحي شخصية قوية، وكونك يصبح عندك هدف فهذا ليس مستحيلا، ولكنه يحتاج منك أن تشعري بحاجتك إلى التغيير، وأعتقد أن رسالتك تدل على أنك تشعرين بحاجة ملحة إلى التغيير.

قفي مع نفسك وقفة وابحثي عن عوامل الضعف لديك، وابدئي بمعالجة الضعف البسيط الذي يمكن تغييره بسهولة، ثم انتقلي إلى الذي يليه، وهكذا حتى تقضي على جميع تلك العوامل.

والمطلوب منك أن تقرئي عن شخصيات قوية وأن تقرئي عن عوامل قوة الشخصية، فعند التخلص من الضعف نبحث عن عوامل القوة، وهناك كتب موجودة ومهارات تستطيعين أن تكتسبيها بإذن الله تعالى، فيوجد كتاب في المكتبات اسمه (كيف تزرع الثقة في نفسك وفي من حولك)، مؤلفته دكتورة (هالة السبيعي)، ويوجد كتاب آخر يسمى (إدارة تغيير الذات) لنفس المؤلفة، ويوجد كتاب آخر يسمى (كيف نتخلص من الخوف) للدكتور (عمرو حسن أحمد بدران) إصدار الدار الذهبية، فهذه الكتب الثلاثة قد تعينك بإذن الله في اكتساب مهارات قوة الشخصية.

وأرى أن عندك عوامل قوية وكبيرة للتغيير، فقد انتقلت من مرحلة الابتدائية إلى المرحلة الإعدادية ثم إلى المرحلة الثانوية ودخلت الجامعة، فهذا كله يدل على أنك عندك عوامل قوة لم يحسن استغلالها في بقية نواحي حياتك، فأنت مطالبة بأن تجمعي هذه العوامل وتحسني استغلالها حتى تتمكنين من قهر هذا الوضع النفسي الذي عندك، وهذا ليس صعبا ولا مستحيلا، نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد وأن يعينك على التخلص من هذه الشخصية الضعيفة وأن يمنحك شخصية قوية مبدعة رائعة، فـ(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير)، احرصي على ما ينفعك واستعيني بالله ولا تعجزي.

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على كيفية تقوية الشخصية ومشكلة غياب الهدف في الاستشارات التالية: (225512-239454-249371-278493).

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات