السؤال
لي رغبة في حفظ القرآن الكريم - والحمد لله - أعمل في الفترة الصباحية، لكن معاشي لا يكفي في بناء مستقبلي بالحلال؛ لذا أنا محتار بين أن أعمل في الفترة المسائية أو أن أحفظ القرآن، وهل يجوز لي حفظ القرآن بنية الأجر وجمع المال من خلال حفظه؟
أفيدوني جزاكم الله عني كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الإنسان إذا صدق في رغبته حقق الله أمنيته، فكيف إذا كانت الأمنية هي حفظ القرآن الذي يسره الله للذكر، فقال: (( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ))[القمر:17]، ومن الذي أقبل على كتاب الله ولم يجد التوفيق، فابذل للخير أسبابه، ثم توكل على من يقول للشيء كن فيكون، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرك، وأن يلهمك رشدك، وأن يعيذنا وإياك من شرور أنفسنا.
وأرجو أن تعلم أن تصحيح النية مطلوب، وأن من قصد حفظ القرآن، وأخلص في نيته، نال به خيري الدنيا والآخرة؛ لأن المخلص -كما قالوا- كأم موسى كانت ترضع ولدها وتأخذ أجرها، بخلاف الذي يقصد بعمله الدنيا وزينتها، فلن ينال إلا ما نوى، قال تعالى: (( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ))[هود:15-16]، وربما حرم من أراد غير الله من الدنيا والآخرة؛ لأن الله يقول: (( عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ))[الإسراء:18]، والمخذول من خذله الله.
وإذا رتب الإنسان نفسه، ونظم وقته استطاع أن يجمع – بتوفيق الله - كثيرا من الخيرات، ونحن في الحقيقة سعداء برغبتك في الخير؛ لأن الرغبة في الخير خير، ومما يعينك على بلوغ الأماني ما يلي:
1-كثرة اللجوء إلى الله.
2-الإخلاص الإخلاص.
3-البعد عن المعاصي والذنوب.
4-تنظيم الوقت، وإعطاء الجسم حظه من الراحة وحقه من النوم.
5-مصادقة الأخيار.
6- بر الوالدين، وصلة الرحم، ومساعدة المحتاجين.
7- المواظبة على الصلوات.
8- تحديد ورد يومي للحفظ.
9-الارتباط بشيخ حافظ لكتاب الله ضابط من حفظه .
10- تقوى الله في السر والعلن.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.