الإمساك المزمن وحرقان البول

0 573

السؤال

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:

السادة الأطباء الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي مشكلة وهو مرض ولا أدري إلى أين أصل؟

فمنذ زمن بعيد وأنا أعاني من الإمساك المزمن (أكثر من عشر سنوات تقريبا).

وما كنت أستطيع التبرز - أجلكم الله - إلا بعد أن أقوم بعمل حقنة شرجية، إما بالحقنة وإما بخرطوم المياه؟

سامحوني فأنا أريد أن أخبركم بكل شيء حتى تشخصوا لي حالتي، فأنا عند الإخراج لا يوجد اندفاع مما كان يضطرني إلى عمل الحقنة الشرجية.

وبعد فترة من الزمن حاولت أن أترك موضوع الحقنة مخافة التلوث وتركتها بفضل الله، وما يزال الإمساك وصغر حجم البراز، ومنذ خمس سنوات كنت في العمرة، وحدث لي أمر أني ظللت ليلة كاملة أدخل الحمام بمعدل كل دقيقتين، ليس للبراز ولكن للتبول، وكان البول ينزل فيه قطع من الدم وألم لا يعلم حدوده إلا الله.

وفي الصباح ذهبت إلى المستشفى، وعملت تحليلا، ولكني لم أنتظر النتيجة حيث إن الطبيب المختص قال لي إن ما بك هو نقص سوائل.

وأمرني أن أفطر في رمضان، ومنذ أن رجعت إلى بلدي حتى الآن لم يتكرر موضوع قطع الدم التي كانت في البول، لكن الحرقان ما يزال يأتيني من حين إلى آخر، ومنذ سنتين أصيب أبي رحمه الله ما أصابني من زيادة قطع دم في البول، مع الحرقان الشديد!

وبعد فحص لمدة سنة تبين أنه يعاني من سرطان في المثانة، وأجريت له عملية تحويل مجرى البول إلى الخلف مع استئصال المثانة، ثم توفاه الله على إثرها.

وسؤالي هو: هل ما كنت أعاني منه حتى الآن سبب من أسباب السرطان أم هذا أمر عارض؟ حيث إني الآن أعاني من الإمساك المزمن، وأحس بألم شديد من أسفل فتحة الشرج إلى الخصية مع القضيب!

وأحس ببعض الألم العارض مثل خروج الريح يؤلمني جدا، وقد قمت بالكشف كثيرا وبينت للطبيب ما كنت أعاني منه من قبل، فقال لي: ليس عندك سوى أميبيا، وأعطاني بعض الأدوية التي لا تشبع من جوع.

وأنا الآن بعد وفاة والدي ساءت حالتي النفسية، أرجوكم أن تدلوني على ما أقوم به من التحاليل والفحوصات اللازمة، فأنا أعلم وعلى يقين بأن ما أصابني لم يكن ليخطئني، وما أخطأني لم يكن ليصيبني، وأرجوكم -وإن أحسستم في الإجابة بالحرج- أن تدلوني على ما أفعل وعلى الله التكلان.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أنــس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: الإمساك لا يسبب وجود دم في البول، فإن كان ما حصل عندك -كما قلت- بشكل حاد مع آلام مبرحة، ووجود دم في البول فهذه أعراض وجود حصوة في الكلية أو في الحالب، أو أحيانا يكون السبب هو وجود نزف في كيس في الكلية وهو أقل حدوثا من الحصوة.

وسرطان المثانة لا يعطي آلاما حادة، فأكثر الأعراض عند مرضى سرطان المثانة هو خروج دم مع البول، وغالبا من دون ألم، وهذه هي الشكوى الرئيسية، أو اكتشاف دم مع البول لدى فحص البول لأي أسباب أخرى، أو حرقان في البول مع سرعة وعدم التحكم في البول، أو ألم في منطقة ما فوق العانة.

إلا أنه طالما أنك تعاني من حرقان في البول فيجب مراجعة طبيب المسالك البولية للتأكد من أن الحصوة قد نزلت، وأنه لا يوجد حصوات أخرى وسيجري لك أيضا الطبيب فحصا للبول، وقد يجري لك صورة بالأمواج فوق الصوتية للمثانة وللكليتين.

وبهذه الصورة فإنه يظهر إن كان هناك حصوات موجودة أو أي أورام -لا قدر الله- وأنا أستبعد ذلك من القصة المرضية التي أعطيتنا إياها، وكما قلت فإنه على الأغلب أن المشكلة هي حصوة وعلى الأغلب أنها نزلت.

أما بالنسبة للإمساك، فبعد كل هذه السنين فإن أمعاءك قد أصابها الكسل، ولم تعد تتحرك لتخرج البراز، ولذا اضطررت إلى استخدام الماء لإخراجه.

أرجو أن تتبع النصائح التالية وإن شاء الله تعود الأمعاء إلى وضعها الطبيعي:

1- أكثر من شرب الماء من (8-12) كوبا من الماء، فإن قلة الماء تؤدي إلى قلة الماء في الأمعاء، وبالتالي يبقى البراز قاسيا، مما يساعد على الإمساك.

2- أكثر من الأطعمة التي فيها ألياف مثل الخبز بالنخالة والخضروات، والفواكه ممثل الخوخ ( البرقوق ) ولا بأس بالبرقوق المجفف.

3- حافظ على حركة الأمعاء الطبيعية حتى لو لم يكن هناك رغبة للإخلاء (التبرز)، ويجب الاستجابة للرغبة في الإخلاء وعدم كبحها، وحاول أن تعود نفسك كل يوم أن تجلس في الصباح في الحمام ولو لمدة ربع ساعة أو أكثر حتى تعود الأمعاء على طرح محتوياتها في نفس الوقت من كل يوم.

4- قلل من تناول لأطعمة التي تسبب الإمساك ( منتجات اللبن، أرز أبيض، الموز ) قد يساعد أيضا للتقليل من تناول الأطعمة التي بها دهنيات.

5- مارس المشي والرياضة والحركة.

6- تجنب الشاي أو القهوة الثقيلة.

7- استعمال المنتجات التي تحتوي على نسبة عالية من النخالة والألياف كالميتاميوسيل (Metamucil ) أو سيترايوسيل ( Citrucel )، ويمكنك استعمال اللاكتولوز (20 مل) أو أكثر كل يوم. Lactulose وهو فعال حتى في الإمساك المزمن.

8- يمكن أن تأخذ مقدار ملعقة صغيرة من بذور الكتان غير المطحونة في الفم وبلعها مع كأس من الماء في الصباح على الريق وفي المساء قبل النوم؛ فالبذور تمتص الماء وتصبح هلامية وتزيد من حجم البراز مما يضطر الأمعاء لطرحها وبالتالي تتحسن وظيفة القولون.

والله الموفق لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات