السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا: لكم جميعا الشكر والعرفان لما تقدمونه من خير لإخوانكم المسلمين، ومني بالخصوص، لأني لطالما كنت أسألكم في العديد من المشاكل، وأجد عندكم الإجابة الكافية والشافية.
أنا فتاة ذات دين وخلق والحمد لله تقدم لخطبتي شاب متدين وعلى خلق عالي والحمد لله أيضا، ولكن المشكلة أنه لا يريد السكن منفردا وإنما يريد السكن مع والديه (بهدف رعايتهما) مع العلم أنهما كبيران في السن نوعا ما، ولكنهما بصحة جيدة وخطيبي أصغر أخوانه وكلهم يعيشون منفردين، في الأول وافقت على هذا الأمر (مع العلم أني من قبل رفضت العديد من الشباب لعدم امتلاكهم سكنا خاصا؛ لأنه حلم كل فتاة وحلمي أيضا) ولكن الآن أتردد في هذا الأمر وبات الأمر يقلقني جدا خاصة لما نسمعه أولا هذه الأيام من مشاكل بين الزوجة وأم الزوجوأنا لا أريد أن أدخل في عالم المشاكل فنحن في بيتنا نعيش باستقرار
وحرية.
وثانيا: أخاف أن لا أجد الراحة والحرية في التعامل مع زوجي.
ثالثا: أني فتاة جد حساسة وأخاف أن يظلمني أحد.
وأخيرا: أمي رأت في أم خطيبي نوعا من التسلط وإعطاء الأوامر، لا أعلم إن كانت وساوس شياطين ولكن الأمر يؤرقني كثيرا؟
علما بأني وخطيبي متفاهمان جدا في العديد من الأمور، ومتجانسان نوعا ما في تفكيرنا، فأنا لا أريد أن أخسره لسبب كهذا.
فأسألكم أن تدعوا لي وتنيروني بقولكم حتى أتخلص من هذا المشكل فأنتم لي في مقام الأب والأخ والعم والخال، هل أكمل في علاقتي أم أنهي العلاقة لهذا السبب؟ هل أكلم خطيبي في هذا الأمر أم ألزم الصمت، ماذا أفعل بالضبط؟
وجزاكم الله عن هذا كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ع.ش حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فشكرا لمن منحتنا ثقتها، ومرحبا بمن اختارت موقعها وأكرم بصاحبة الدين وهنيئا لنا ولها، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرها، وأن يلهمها رشدها، والأمر كما قلت فنحن لبناتنا في مقام الأب الحنون والأخ الشفيق والمؤمن يحب لإخوانه وبناته ما يحبه لنفسه ويكره لهم ما يكرهه لنفسه.
ولا شك أننا متفقون جميعا أنك سوف تتزوجين الشاب المتدين الخلوق الذي وجدت فيه الصفات التي كنت تبحثين عنها، ولن تتزوجي أهله، وقد أسعدني وجود الانسجام والتفاهم والتطابق في الأفكار ولا عجب فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
وأرجو أن تعلم بناتي أنه لا خير في رجل يقصر في حق والديه وإصرار الشاب على السكن مع أهله منفعة له ومنفعة لك ولأولادك فالبر والإحسان يتوارثان.
ونحن ننصحك بعدم القياس على التجارب الفاشلة والتأثر بالمسلسلات التي ظل الأشقياء فيها ولسنوات عديدة يتكلمون عن مسألة الحموات، ونحن نتمنى أن تتذكري أن والدة الزوج هي والدة لك، وأنك أول من ينتفع من الإحسان إليهم كما أمرنا الله، ولذلك فلا تتكلمي بكلمة واحدة، وقدمي الخير، وأبشري بالنتائج والثمار الطيبة في الدنيا والآخرة، بل إننا نطمع في أكثر من ذلك من الفضليات من أمثالك، وكم هي سعيدة وعاقلة ومطيعة لله تلك التي تدعوا زوجها للإحسان لأهله والاهتمام بهم خاصة في الكبر.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أن قلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيف يشاء، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ونتمنى أن نسمع عنك الخير ومرحبا بك مجددا.
وبالله التوفيق والسداد.