مرض الروماتويد وأثره في الإصابة بتشوهات المفاصل

0 568

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري (23 عاما)، أعاني من آلام المفاصل، وقد أيقنت أن الجري والقفز ليس من مواهبي، وحينما زاد الألم ذهبت للطبيب الذي أخبرني بأنني أعاني من التهاب روماتيزمي، وقد اكتفيت بالمسكنات التي كانت مجدية في تلك المرحلة، وعندما خشيت على تحصيلي العلمي عدت للمستشفى فأفصحت التحاليل والفحص السريري عن إصابتي بالروماتويد، وقد بدا ظاهرا في تلك الفترة، حيث أشعر بتيبس صباحي وآلام مبرحة متفرقة تنتقل بين أصابع قدمي ورجلي وكاحلي ووركي، مع الأرق الشديد والشعور بالإعياء والخمول إلى جانب ارتفاع درجة الحرارة المفاجئ.

ولم أستطع أن أكمل الدراسة بعد التخرج لأن الألم كان أقوى مني، فآلام أسفل ظهري تشدد مع الوقوف والمشي، فما نسبة إصابتي بتشوهات في المفاصل؟ وهل هناك مسكنات تخفف من حدة الألم الذي أصبح يعيقني عن القيام بحاجاتي الأولية؟!

علما بأني أعاني من هشاشة العظام منذ ستة أعوام، وقد وصف لي دواء فوساماكس، ونسبة الهيموجلوبين جيدة ولله الحمد، وأما كريات الدم البيضاء فإنها منخفضة، وقد استخدمت مسكنات مثل سيليبريكس وأركوكسيا وسابوفين وأندوسيد، لكنها لم تجد نفعا، وأعلم أن حالتي بسيطة ولله الحمد، ففي ثنايا الطب الكثير ما بين مريض مقعد وطفل مرهق، فساعدوني.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Miss tranquility حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نسأل الله عز وجل أن يحفظك وأن يشفيك وأن يعافيك، (اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاءك، اشف شفاء لا يغادر سقما).

وإن مرض الروماتويد (Rheumatoid) من الأمراض المتفاوتة في درجة حدتها وما تسببه من صعوبات للإنسان، ولكن الأمل دائما موجود، والإنسان لابد أن يأخذ بالأسباب، والأسباب في هذه الحالة هو الذهاب للطبيب والذهاب للمختص، فهذه في حد ذاتها حكمة، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها.

والإنسان قد يصاب بعلة يعتقد أنه لا يوجد منها شفاء ولا يوجد منها برء ولكن هذا المفهوم ليس بصحيح؛ لأن حالتك في متناول العلاج الطبي بإذن الله ويمكن أن يقدم لك الكثير، فالمتابعات مع الطبيب المختص – طبيب الروماتزم – تعتبر أمرا مطلوبا في هذه الحالة، وأعرف تماما أن الروماتويد أيا كان نوعه يتطلب من الإنسان نظاما حياتيا خاصا فيما يتعلق بحركته وممارسة الرياضة وأشياء أخرى كثيرة سوف يقوم الطبيب المختص بنصحك وتوجيهك لتطبيقها، فطريقة حياة الإنسان والكيفية التي يدير بها وقته كلها عوامل علاجية مهمة، فالدواء هو جزء وليس هو الكل.

وأدعوك بكل أمانة وصدق ومن قبيل التناصح بين المسلمين أن تذهبي وتواصلي المتابعة مع الطبيبة المختصة، ولا أرى أبدا أن والدك سوف يتخلف عن مساعدتك في المتابعة مع الأطباء، ومثل هذا الشعور السلبي لا ننصح به ويجب أن لا يسيطر عليك.

وأما ما يتعلق بنسبة إصابتك بالتشوهات في المفاصل لأنك لا تنوين إكمال العلاج فإن المنطق يقول: إن الإنسان الذي لا يستفيد من السبل والوسائل العلاجية سوف يكون أكثر عرضة للصعوبات وللتشوهات، فلا تحرمي نفسك من نعمة العلاج وتنتظري أن تحدث التشوهات، فالأخذ بالعلاج هو سبب من الأسباب الضرورية التي يجب أن تأخذي بها.

والحمد لله أن نسبة الهيموجلوبين Hemoglobin لديك جيدة، ويوجد توجه بأن ينصح بعض مرضى الروماتويد بتناول الأدوية المضادة للاكتئاب، وهناك دراسات كثيرة تفيد أن الأدوية المضادة للاكتئاب تساعد في تقليل الألم، ولا شك أنها تقلل من عسر المزاج وتحسن الدافعية لدى الإنسان، فلا بأس - بعد استشارة طبيبك - أن تتناولي أحد هذه الأدوية، فهناك عقار يعرف تجاريا باسم (إفكسر Efexor) ويعرف علميا باسم (فنلافاكسين Venlafaxine) يعتبر من الأدوية الجيدة. وهنالك عقار أيضا يعرف تجاريا باسم (سيمبالتا Cymbalta) ويعرف علميا باسم (دولكستين Duloxetine) هو أيضا من الأدوية الجيدة.

فيمكنك أن تبدئي في تناول الإفسكر بجرعة خمسة وسبعين مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم يمكن أن ترفع الجرعة إلى مائة وخمسين مليجراما يوميا وتستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجراما يوميا وتستمري عليها لمدة عام، ولكن لا أود منك تناول هذا الدواء إلا بعد استشارة الطبيب المعالج، وختاما نشكرك كثيرا على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.
==========================================

انتهت إجابة المستشار النفسي د. محمد عبد العليم ، ولإتمام الفائدة واكتمال الجواب تم عرض استشارتك على المستشار د. محمد حمودة أخصائي الأمراض الباطنية والعظام، فأجاب قائلا:

فإن الروماتويد كان في السابق مرضا يصعب علاجه بسب قلة الأدوية التي كانت تتحكم في المرض، ولذا كنا نرى الكثير من الحالات تؤدي إلى العجز وتشوه المفاصل، وأما في هذه الأيام فإننا نراها فقط في الحالات التي تترك دون علاج أو لا تعالج مبكرا.

ونحن الآن في علم الروماتيزم ننظر إلى مرض الروماتويد كتشخيص يحتاج إلى العلاج السريع دون تردد بالأدوية التي تحدد المرض من أوله، ولا ننتظر أن تمر الشهور حتى نرى إن كان المريض يتحسن على العلاج بالأدوية المسكنة، فكل هذه الأدوية ستخفف الآلام ولن تضع حدا للمرض، وإنما سيتطور المرض.

وكلما تأخرت في العلاج فقدنا فرصة جيدة لضبط المرض ومنع التآكلات التي تحصل في اليدين، وقللنا من إمكانية أن تحصل تشوهات، وقللنا من أن يحصل هناك عجز، وكل هذه الأعراض التي تشتكين منها تتحسن بالأدوية الحديثة والمتوفرة في السعودية ولله الحمد.

وعندما كنت أقرأ رسالتك تصورت المعاناة التي تعانيها في سنك هذا، وقد أصبح من الصعوبة القيام بواجباتك اليومية، ولكن تركك للموضوع وعدم معالجته سيزيد الوضع سوءا، فعليك أن تبادري اليوم قبل الغد بمراجعة طبيب مختص في الروماتيزم وليس طبيب عظام.

ومن ناحية أخرى فإنك تقولين أن هناك آلاما في الظهر وهشاشة في العظام، ولكن الروماتويد لا يسبب ألما في الظهر، فغالباسبب آلام الظهر وجزء من الهشاشة التي تعاني منها هو نقص الفيتامين (د) لقلة التعرض للشمس، فيجب تناول فيتامين (د) مع الكالسيوم؛ لأن الفوساماكس وحده لا يكفي دون الفيتامين (د) والكالسيوم، وربما لا تحتاجين للفوزامكس بقدر ما تحتاجين للفيتامين والكالسيوم.

لذا عليك أن تفاتحي والدك في الموضوع، ولا أظنه سيتردد أن يبذل كل جهده لكي يؤمن لك كل ما تحتاجينه، ولا أريد أن أثبط همتك، ولكن علينا أن نشرح الجوانب كلها حتى نتلافى ما يمكن أن يحدث، وأخيرا تذكرى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (تداووا عباد الله، فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له دواء).

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات