ارتجاع المريء وأسباب زيادة إفراز أحماض المعدة وتشخيص المرض وعلاجه

0 485

السؤال

السلام عليكم.
منذ فترة وأنا أعاني من حموضة المعدة وارتفاع هذه الحموضة إلى أعلى مكان في الجسم، مما يسبب لي ضيقا كبيرا، ومع مرور الأيام ازدادت الحالة فبدأت أستعمل بعض المسكنات.

ولكن الشيء الجديد الذي طرأ منذ أسبوعين هو آلام في منطقة المريء، والإحساس بأن الأكل لا ينزل بسهولة وأنه يقف في منطقة المريء، مع وجود آلام بعض الأحيان في منطقة الصدر من المريء إلى الأسفل.

وعندما أبلع ريقي أشعر وكأن شيئا صغيرا يقف في حلقي بعض الأحيان.

أرجو المساعدة، وبم تنصحونني من الدواء لحل هذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكما تعلم فإنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم فإنه لا يبقى هناك ما يمنع عصارة المعدة من الخروج منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع الحموضة إلى المريء الذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة؛ لذا يحصل تخريش للمريء وقد يسبب بالإضافة إلى الأعراض التهابا في المريء وتضيقا أحيانا.

ومن ناحية أخرى فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثرا وأشد ضررا، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء أو التوسع أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة.

ومنها ما يلي:
- امتلاء المعدة بالطعام، والحمل، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاتة، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب، كما أنه أحيانا يكون الارتجاع مترافقا بفتق فم المعدة مما يضعف كثيرا عمل الصمام الهام، وبالتالي تزيد الأعراض.

من أهم أعراض الارتجاع الإحساس بالحرقان في منطقة الصدر، وقد يصحبه عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصا بعد تناول الأطعمة التي ذكرت، ومن الأعراض الأخرى الإحساس بطعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس.

ومن أعراضه الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا توجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض إلى آخر.

من ناحية أخرى قد يكون ما سبب عندك الألم في أعلى الحلق هي الحبوب التي تتناولها، فهناك بعض الحبوب والتي إن لم يتم شرب كمية كافية من الماء لإنزالها إلى المعدة، فإنه قد تلتصق في المريء مسببة جرحا أو تهيجا، وقد يبقى المريض يعاني من صعوبة في البلع في المنطقة العلوية من الحلق لعدة أيام حتى شرب الماء يزعجه حتى تتحسن الحالة ويعود الوضع إلى حاله الطبيعي، ولم تقل ما هي المسكنات التي تأخذها.

ولتشخيص المرض لابد من عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وقد يحتاج الأمر إلى قياس ضغط المريء، وتركيب جهاز خاص لمدة 24 ساعة لقياس درجة الحموضة في البلعوم والمريء، ومما يزيد الأمور صعوبة أنه قد تفشل كل هذه الفحوصات في تأكيد وجود ارتجاع بالرغم من أن أعراض المريض تؤكد ذلك.

أما العلاج فإنه يكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة مثل Losec، Pariet ، Nexium ، Lansoprazol وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة، وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين.

وعدم فاعلية العلاج لا ينفي وجود الارتجاع لأن بعض الحالات تكون شديدة ومعندة على العلاج.

ومن ناحية أخرى على المريض الالتزام بتجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرتها والتي يلاحظها المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لابد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس بارتفاع مسافة (15 سنتيمترا) حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.

العلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر، ونتائجه بشكل عام جيدة.
في بعض الحالات المعندة يلجأ للعمل الجراحي.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات