السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب طموح وودود أحب مساعدة الآخرين، كما أنني متفوق دراسيا، ومتميز في عملي، وأتمتع بالإصرار، والكثيرون يقولون لي بأني قوي الشخصية وذكي في فهم الآخرين، وهذا ما سبب لي المشكلة، حيث كانت حياتي تسير على ما يرام وعلاقاتي جيدة مع معظم من أعرفهم، حتى التحقت بالعمل في وظيفة حكومية، وأنا بطبيعتي شخص حسن الظن بالآخرين وأخاف الله، إلا أنني اكتشفت ممارسات فاسدة واختلاسات وتزوير يتم من قبل المسئولين في العمل وبعض الزملاء، وهم يتمتعون بدهاء شديد وقدرة على الإيقاع بالآخرين وتوريطهم دون أن يمسهم شيء.
وقد حصلت لي مواجهات معهم، ولكوني أمثل عقبة بالنسبة لهم فهم يحاولون دائما توريطي وإيذائي، وكثيرا ما كنت أتفاجأ بشدة، وأصاب بالرهبة لطرق احتيالهم معي بشكل لا أتوقعه، ودخلت في إشكالات كثيرة تجاوزتها بفضل الله وبإصراري وعدم انهزامي، إلا أنني كنت أواجه هذه المحن بخوف شديد في داخلي.
وبعد ثلاث سنوات من العمل في هذه الأوضاع التي تتطلب الحذر والتيقظ الدائم أصبت برهاب منهم وخوف من الخطأ، وأفكر كثيرا فيما يمكن أن يفعلوه، وأتعامل بخوف، وأصبت بالحزن والميل للعزلة في المنزل، وأخذت أتفكر في حالي ولا أستطيع النوم، وأشعر بأن شيئا ما غير طبيعي في وضعي، وفقدت الرغبة في العمل أو التصرف بشكل صحيح.
ولم أكن أدري بأنني خائف أو مكتئب أو أمر بحالة نفسية إلى أن قرأت مرة مقالا عن الاكتئاب، فلفت ذلك نظري، وراجعت الطبيب النفسي فوصف لي بروزاك وتحسن مزاجي، إلا أن الخوف الداخلي ظل يلازمني أثناء العمل وخارجه، فراجعت الطبيب وأخبرته بذلك إلا أنه قال لي يبدو لي أنك قوي الشخصية وشجاع، وأضاف لي (فلوناكسول) إلى جانب البروزاك إلا أنه سبب لي نوما زائدا، فتركت الأدوية وشعرت بحاجة ملحة من داخلي لترك العمل والراحة، فأخذت إجازة مفتوحة بدون راتب.
وأخذت أقرأ في الإنترنت إلى أن قرأت إحدى استشاراتكم التي وصفتم فيها عقار الزيروكسات، واشتريته وبدأت باستخدامه بالتدريج وصولا إلى 50 ملجم في اليوم، وشعرت براحة عظيمة وبقوة وشجاعة، وعادت لي ثقتي بنفسي وكأنني ولدت من جديد، واختفى القلق وخفقان القلب ورعشة الجسم، وأدركت كل ما مر بي إدراكا واعيا، وأخذت أستمتع بحياتي وبوقتي وأخذت أقرأ في الكتب الدينية التي تبث العزيمة وكتب التنمية البشرية، وأدركت أن تفكيري المتواصل كان يضخم لي الأمور وأن علي أن أستبدل الخوف بالثقة والتوكل على الله والاستخفاف بالمخاوف وتحري فعل الصواب.
واستمررت لمدة خمسة أشهر ثم أنقصت الجرعة خلال شهرين إلى 10 ملجم، وبعد هذه السبعة أشهر عدت إلى العمل بوجه طلق وروح مرحة وكنت أواجه المواقف الصعبة بسهولة وذكاء، إلا أنه بعد شهرين وبحصول بعض الصعوبات عادت لي المخاوف فبادرت إلى زيادة الجرعة مرة أخرى إلى 40 ملجم وتحسنت من جديد.وأنا الآن مستمر في العلاج وفي عملي إلا أن بعض التخوف يلازمني أحيانا مع رعشة في الجسم وقلق وضيق وألم في الصدر في الأوقات الصعبة، فهل تنصحوني بأي علاج آخر مدعم للزيروكسات أو زيادة الجرعة؟ وكم المدة التي أستمر عليه؟!
علما بأني كلي إصرار على التحسن تماما، لأني صرت أعرف أن كل هذه المخاوف يمكنني تحقيرها والتغلب عليها، ولأن الفساد منتشر في جميع قطاعات الدولة ولابد من التأقلم مع هذا الوضع إلى أن أتمكن من فتح عمل خاص بي ولاحول ولا قوة إلا بالله.
مع جزيل شكري ودعائي لكم بكل خير.