ضوابط الخطبة الشرعية وحدودها

1 711

السؤال

السلام عليكم

أتساءل عن الحدود الشرعية للخاطب، فهناك من بالغ في العلاقة وتعدى حدودها ووقع في الحرام، وهناك من يعتقد أنه لا يجوز حتى التحدث معها عن طريق الهاتف لمناقشة ما هو هام، وما قد يسبب عرقلة الحياة الزوجية في المستقبل، وذلك من مفاهيم أساسية في كيفية التعامل مع الحياة وكيفية التعامل مع العقبات التي يمرون بها أثناء الخطبة، بحيث إذا لم يتم الاتفاق عليها من الآن فالأفضل الانفصال قبل أن يتم الزواج، ومن ثم يحصل الاختلاف ويتصاعد الأمر إلى الطلاق، وبالتالي تكون النتائج أسوأ.

وأرى أنه لا بأس من النقاشات التي تخلو من العاطفة وتطرح فيها مواضيع النقاش بجدية ودون كلام ملحن أو عاطفي، وعدم الدخول في التفاصيل الدقيقة، خصوصا أن شياطين الإنس والجن يلعبون دورا كبيرا في وضع الشكوك بين الطرفين في محاولة التفريق بينهم، ولكن هذه النقاشات ستقوي الثقة بين الطرفين، فما هو الرأي الشرعي في هذا الأمر؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ن.ه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن شريعة الله وسط بين الإفراط والتفريط، فهي لا تمنع حديث الخاطب لمخطوبته عبر الهاتف أو مباشرة؛ إذا كان هناك ما يستدعي الكلام والنقاش، ولكنها تفضل أن لا يحدث ذلك في الخلوة، فيمكن للخاطب أن يجلس مع مخطوبته في صالة مكشوفة في منزل أهلها مع وجود الأهل في المنزل، ويمكن أن تذهب مع محرم من محارمها بصحبة الخاطب لاختيار بعض الأشياء المهمة، ولكننا لا نفضل كثرة المناقشات والزيارات في فترة الخطوبة، وكما قيل زر غبا تزدد حبا.

كما أن كثرة المناقشات والمكالمات تفتح أبوابا من التدخلات والخلافات، ولا توصل إلى المعرفة المزعومة، لكونها تقوم على المجاملات وإظهار الحسنات وإخفاء السلبيات.

والأصل أن يختار الشاب الفتاة بعد بحث واستخارة ومشاورة واقتناع، كما أن الفتاة تقبل بالشاب بعد سؤال عن أحواله واستخارة ومشاورة ورؤية وقبول وميل، وإذا راعى كل طرف هذه الجوانب فلن يحتاجوا مكالمات ولا غيرها، وإذا حصل الوفاق والقبول فخير البر عاجله، ولم ير للمتحابين مثل النكاح.

أما الذين يتوسعون في العلاقات في فترة الخطبة فإنهم يخالفون شريعة الله ويلحقون الضرر بحياتهم الجديدة قبل أن تبدأ، وأي توسع في العلاقات العاطفية يجعل الحياة الزوجية تبدأ بفتور وبرود.

ومن هنا يتضح لنا أهمية أن تكون الخطبة بعد بحث وحسن اختيار، مع ضرورة أن تكون فترة الخطبة قصيرة، وأن الحب الحقيقي الحلال هو ما كان بعد الرباط الشرعي، وأنه من واجب كل طرف أن يتقبل الشريك بإيجابياته وسلبياته؛ لأن الحياة الزوجية تقوم على التنازلات والتفاهم ثم التآلف.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك الصواب والسداد.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات