مشكلة أسرية بسبب الشقة

0 298

السؤال

السلام عليكم.

الموضوع يتعلق بخلاف بيني وبين زوجتي حول شقة اقتنيتها ولم أشركها معي، علما أننا موظفين وأجرها أقل من ثلث أجري، فلما تبين لها ذلك ثارث ثائرثها واتهمتني بأنني غدرت بها، وأنها كانت تساعدني على مصروف البيت طيلة عشر سنوات، وشكت الأمر إلى أختها التي بدل أن تسعى إلى إصلاح ذات البين قامت بتحريضها واتهمتني هي أيضا بالغدر، الشيء الذي لم أستسغه فقمت بهجرها لمدة تزيد الآن عن الشهر مع ما يرافق ذلك من مناوشات لسبب أو لآخر، وأصدقكم القول أنني ورغم محدودية دخلها قررت مع نفسي أن أشركها معي وكلمتها في الأمر وطلبت منها أن تقترض بعض المال من إخوتها الذين من الله عليهم بالمال حتى نتعاون على الأمر، فكان جوابها وبطريقة استهزائية: أنا لا غرض لي بالعقار، فليكن لك وحدك، فقررت مع نفسي ألا أشركها وهكذا كان، ولما أدركت أن الأمر جد وقع ما وقع.
وأود أن أشير أيضا أنني مكنتها من قطعة أرض ما كانت لتحلم بها أبدا، وأديت لها نصف قيمتها وقامت ببيعها بثلاثة أضعافها، وقبضت مالها ولم تساهم معي في اقتناء الشقة.
أعتذر إن أطلت لأنني أردت أن أروي لكم كل التفاصيل.. أفتوني في أمري هل ما فعلته مخالف للشرع ووفقكم الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المهندس/عبد الرحيم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،

بداية يسرنا أن نرحب بكم في موقعكم استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بكم في أي وقت وفي أي موضوع سائلين الله تعالى أن يذهب عنكم كيد شياطين الإنس وأن يصلح ذات بينكم وأن يذهب عنكم الخلاف والشقاق وأن يرزقكم الأمن والأمان والاستقرار.
أخي المهندس/ عبد الرحيم
مما لا يخفي عليك أن من أهم منغصات الحياة تلك المشاكل الأسرية اللعينة التي تحول الحياة إلى جحيم والمنزل إلى سجن أليم والطعام والشراب إلى حنظل وزقوم، ولذلك العاقل من الناس رجالا كانوا أو نساء هو الذي يحرص على أن يتفادى المشاكل قدر استطاعته؛ لأن الدنيا كلها بما فيها لا تعدو أن تكون متاعا قليلا ودورة تدريبية قصيرة نخرج بعدها من عالم الكدر والنصب والتعب والمشاكل إلى عالم البرزخ حيث ينزل كل واحد منا منزلة على قدر عمله وإخلاصه واستعداده لهذه الحفرة المظلمة وللقاء الله في الآخرة، فأرى أن الرجل العاقل هو الذي يشتري راحته بأي ثمن ولا يعيش هذا الجو الكئيب المحزن، وهب أن زوجتك لم تساهم في مصروف المنزل أو غيره، ووجدت أنك بذلك ستطيب خاطرها فأرى أن ذلك من رجاحة العقل وحسن التدبير، وكونها تساهم براتبها وهو ما يعادل ثلث راتبك كما ذكرت فلا مانع من إكرامها ولو بكتابة ثلث الشقة لها من باب تطييب الخاطر وليس حقا لأنكم لم تتفقوا على هذا ولكنك تعلم أن الله يحب الرفق في الأمر كله، وأن العفو من شيم المسلمين الكرام، وأن الله كريم يحب الكرم جواد يحب الجود، فالأفضل حسما للنزاع أن تصنع ذلك إكراما لزوجتك وتتقرب بذلك إلى الله وتترك الأمر لأنه قد لا يزيد الطين إلا بلة والقلوب إلا نفرة وجفوة، وأكثر من الدعاء أن يصلح الله لك نفسك ونفس زوجتك وأن يبارك لكما فيما رزقكما وأعلم أن الله سيخلف عليك بخيري الدنيا والآخرة، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد.



مواد ذات صلة

الاستشارات