الإرشاد بشأن ترك المرء الدعاء لعدم رؤيته الإجابة.

0 405

السؤال

السلام عليكم..

دعوت الله عز وجل كثيرا في كل وقت وكل صلاة ورمضان والعشر الأواخر، وبذلت كل جهدي من الخشوع والتذلل ولكن لم يستجب لي، وكذلك الأمر مع أختي، فهل ترى العيب منا؟ وإذا تركت الدعاء ورضيت بعدم الاستجابة فهل هذا يعتبر يأسا من روح الله ورحمته، أو ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Sara mohmmod حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن ترك الدعاء مما يفرح الشيطان، وفيه مخالفة لمنهج وفهم أهل الإيمان، ومرحبا بك في موقعك بين الآباء والإخوان، واستمعي إلى قول المبعوث من عدنان عليه صلاة ربنا المنان: (يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم وما لم يستعجل، قيل: وكيف الاستعجال؟ قال: يقول دعوت ودعوت فلم يستجب لي، فيتحسر عند ذلك ويترك الدعاء).

وأرجو أن تعلمي -يا ابنتي العزيزة- أن الإجابة تتنوع، وقد يكون من المصلحة عدم الإجابة، ولن تخسر من ترفع أكفها إلى الله أبدا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من مسلم يدعو الله بدعوة إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يستجيب الله دعوته، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها، وإما أن يدخر له من الأجر مثلها)، حتى قال عمر رضي الله عنه: إذن نكثر! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الله أكثر)، ولذلك كان عمر يقول: (أنا لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم السؤال)، وأدرك السلف أن الدعاء هو العبادة، وأن الداعي يؤجر على مسألة الدعاء، فكانوا يسألون الله ملح الطعام إذا فقدوه ويسألون الله شسع النعل إذا انقطع.

وقد أحسن ابن الجوزي في قوله عن بعض السلف: (كانوا يسألون الله، فإن أعطاهم شكروه، وأن لم يعطهم كانوا بالمنع راضين، يرجع أحدهم بالملامة على نفسه فيقول: مثلك لا يجاب. أو لعل المصلحة في أن لا أجاب) وهذا فقه عميق، وكانوا بعد ذلك يدعون فتأتيهم الإجابة، وحتى لو تأخرت الإجابة فإنهم كانوا يرضون بذلك، ويقول أحدهم: لعل المصلحة في عدم الإجابة، فكم من إنسان أعطي مسألته فكانت سببا لهلاكه وبواره، والسعيد يجعل رضاه في مواطن الأقدار.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأحذركم من ترك السؤال والتوقف عن اللجوء إلى الكبير المتعال.

ونسأل الله أن يحقق لكم الأماني في طاعته وأن يلهمكم السداد والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات