السؤال
أنا متزوجة وأعيش مع أسرة زوجي، أعاني من مشاكل مع أم زوجي، تعتقد أنني أحرض ابنها، فتقوم بسبي بأقبح الأقوال! تكلم معها ابنها بخصوص أمور في البيت.
كما أنها تحسسني بأنني غريبة عليهم خلال الشتم تطلب منا أن نغادر البيت، وهذا أمر لا يريده زوجي، وعندما يقول لها إنها تدفعه للتفكير في الأمر وسوف يغادر، تهدده بأنها لن تتركنا وستفرق بيننا.
لهذا أصبحت أعاني من توتر واضطراب، وعصبية شديدة، ولم أعد أتحمل، وأتشاجر مع زوجي بسرعة نظرا لعصبيتي.
بالنسبة لزوجي فإنه يطلب مني أن أتجاوز، لكني لا أستطيع لهذا، فإنه يشعر أنني تغيرت بعد مرور سنة و4 شهور على زواجنا، وأنني لا أستطيع التأقلم مع أسرته، فماذا أفعل؟ وأنا أشعر بضغط كبير يخلق لي التوتر وعدم التركيز.
مع العلم أنني لا أرد على أمه عندما تسبني وأظل صامتة، وفي الغد أتكلم معها وأسلم عليها، كأن شيئا لم يكن إلا أنني لم أعد أتحمل، وهذا يسبب لي مشاكل في حياتي الخاصة مع زوجي، فكيف أتصرف؟ وماذا أفعل لأرضي زوجي وأريح نفسي؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يحسن خلقك، وأن يشرح صدرك، وأن يربط على قلبك، وأن يرزقك سلامة الصدر، وأن يبارك فيك وفي زوجك، وأن يجمع بينكما دائما على خير، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما يحدث من أم زوجك ينم عن أمراض اجتماعية نشأت وتكونت في بعض البيوتات وبعض الأسر، وأصبح من الصعب أن تتخلص منها تلك المرأة الكبيرة التي أصبحت أما لولد كانت تتمنى أن يظل لها وحدها، فأما أنت فقد جئت وخطفت منها الأضواء وحرمتها من أعز ما لديها، هذا تصورها واعتقادها.
هذه الاعتقادات الخاطئة الفاسدة تجعل الحرب شعواء ما بين الأم وما بين زوجة ابنها، ولذلك هذا الكلام كله لعله من هذا الباب (باب الغيرة) لأنها تجد أن هناك تفاهما بينك وبين زوجك، وهذا الأمر قد يقع في نفسها نتيجة تربية هي ضحيتها منذ نعومة أظفارها.
وتطلب منكم عندما يحدث مشاكل أن تغادروا البيت، وزوجك يقول لها: (إنك تدفعيني بذلك إلى التفكير في ترك البيت)، وأنا أعتقد أن زوجك أصبح يفكر جديا في ترك البيت، ولكن لأنه رجل عاقل - ونحسبه كذلك – وفاضل ومحترم لا يريد أن يترك أمه لأن هذا من حقها عليه، ولعلك لم تتكلمي عن أب زوجك وكأنه غير موجود، أو لعله رجل مسالم، ونظرا لأن زوجك رجل فاضل لا يريد أن يتخلى عن أمه حتى وإن كانت مسيئة.
وأنا أتمنى أن تقفي معه بكل ما أوتيت من قوة؛ لأنه رجل لا يفرط فيك، ولذلك هذا الذي تصبه أمه عليك من الغضب ومن السب والكراهية إنما هو بسبب محبة زوجك لك وحرصه عليك، ولذلك أتمنى أن لا تفرطي فيه وألا تشعريه بأنك من الممكن أن تتخلي عنه أبدا، وإنما أتمنى أن توجهي له دائما رسالات إيجابية بأنك لا يمكن أن تحيي من غيره أو أنك لا يمكن أن تعيشي بدونه، وأنك على استعداد أن تتحملي كل شيء من أجله، هذا يثبته أيضا ويجعل محبتك تزداد في قلبه، دائما أشعريه بذلك لأن هذه الرسائل مهمة، حتى وإن كان الواقع يشهد بها، ولكن النطق بها والتصريح بها يقوي ويدعم هذه العلاقة وهذه الفكرة؛ ولذلك دائما قولي له: (أنا أتحمل أي شيء من أمك أو غيرها على ألا تمسك بسوء أو تشاك بشوكة فأنت نور عيني وأنت مهجة فؤادي وأنت قلبي وحياتي).
وكم أتمنى أن تنزلي أمه منزلة أمك وأن تصبري عليها من أجله، وأن تواصلي سياسة الاستماع فقط مع عدم الرد؛ لأن زوجك يفتخر بك الآن وموقفه قوي أمام أمه، بل والناس جميعا، لأنك لم تردي عليها، ولم تسيئي إليها مرة واحدة، وأعتقد أنها تتمنى ذلك حتى تحول ولدها ضدك فاحذري وانتبهي وضعيها مكان أمك حتى تستريحين.
وكم أتمنى أن تستخدمي مهارة الإلغاء وأقصد بها أن تحاولي أن تتجاهلي من داخلك أنها تسبك، وقولي بينك وبين نفسك أنا لا أسمع شيئا، وحاولي أن ترددي هذه العبارة كلما بدأت في برنامج الإساءة والسب.
ولا تحاولي أن تركزي على كلامها وأشغلي نفسك بأي شيء آخر عندما تبدأ كلامها حتى يخف عليك هذا الضغط النفسي، وهذا التوتر العصبي، وكم أتمنى أن تدخلي بعض السلوكيات الجديدة والتي أنا واثق أنك لو طبقتها فسوف يتم القضاء على كل الخلافات نهائيا إن شاء الله، وهي كالتالي:
1- حاولي إذا فكرتم في الخروج إلى أي مكان أن تعرضوا عليها أن تخرج معكم حتى ولو من باب المجاملة، فإن خرجت فلا تظهري أي تبرم أو تأفف لوجودها، وإنما أظهري لها السعادة بوجودها معكم.
واجعلي الأمر كله عندها، واطلبي منها أن تحدد كل شيء واستشيريها وأشعريها بأنها صاحبة القرار، وأنكم ضيوفها.
2- إذا ما أحضر زوجك أي شيء حلو احمليه بنفسك كله إليها واتركيه عندها وعرفيها أن هذه الحلوى أو الفاكهة جاء بها ولدها، وهي عندك لتعطينا منها الذي يفضل منك، ووزعي أنت علينا.
3- حاولي أن تحضري أنت لها بعض الهدايا من مالك الخاص، ولو وردة أو أي شيء ولا تخبري زوجك بذلك، وإنما اجعليها هي التي تخبره بنفسها، المهم أن تشعريها بأنها مهمة في حياتكم، وأن دورها لم ينته، وإنما ستظل صاحبة الكلمة، وأنكم جميعا أولادها، وحثي زوجك على الاهتمام بها وعدم محاسبتها أو الرد عليها بأي طريقة أو أسلوب يزعجها.
4- وأهم شيء أن تستعيني بالله في ذلك كله، وأن تجعلي عملك كله خالصا لوجه الله وأن تساليه العون على تنفيذ هذه الطريقة، وأن يتقبلها منك وأن يصلح لك حماتك وزوجك، وألا يفرق بينكم، وأن يجعلكم من سعداء الدنيا والآخرة.
هذا وبالله التوفيق.