السؤال
كيف أستطيع أن أشغل تفكير خطيبي بي في كل وقت؟ هو يحبني، وجيد في التعامل معي لكن أحيانا يأتيه إحساس أني أنا بالنسبة له شخص عادي، وأنا نفسي أشعر أني أقرب إنسانة له في الدنيا.
وجزاكم الله كل خير.
كيف أستطيع أن أشغل تفكير خطيبي بي في كل وقت؟ هو يحبني، وجيد في التعامل معي لكن أحيانا يأتيه إحساس أني أنا بالنسبة له شخص عادي، وأنا نفسي أشعر أني أقرب إنسانة له في الدنيا.
وجزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mera حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يبارك لك في خطيبك وأن يبارك له فيك، وأن يجمع بينكما على خير وأن يجعلك عونا له على طاعته وأن يجعله عونا لك على طاعته، وأن يعينكم على تأسيس أسرة مسلمة مباركة، وأن يكرمكما بذرية صالحة طيبة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن أي خطوبة قبل الحياة الزوجية إذا طالت المدة يحدث فيها نوع من الملل، وهذا مجرب وواقع ومعروف، فنظرا لطول الفترة يحدث هناك نوع من الملل، وأحيانا يحدث هناك نوع من التفاعل القوي، ولذلك نحن دائما ننصح بألا تطول فترة الخطوبة؛ لأنه إذا طالت فترة الخطوبة حدثت هناك مشاكل كثيرة، وفي نفس الوقت يحدث أحيانا نوع من الأخطاء التي تؤدي إلى النفور، وقد تكون غير مقصودة، ومن هنا فأتمنى أن تجتهدا معا في أن تضيقا فترة الخطوبة إلى أبعد حد حتى لا تتفجر المشاكل التي أنتم في غنى عنها.
الحمد لله لم يبد من خلال رسالتك أن هناك مشاكل، ولكن أنا أتكلم عن الوضع العام، الوضع العام نتيجة كثرة المشاكل التي تترتب على طول المدة: أنت خرجت من البيت، أنت لم تخرجي، أنت تكلمت مع فلان، تكلمت مع فلانة، لبسك كان فيه كذا، مشيك كان فيه كذا، أنت ما سمعت كلامي، أنت رنيت عليك بالجوال وأنت لم تردي علي... مشاكل بسيطة تتضخم حقيقة حتى تصبح مشكلة، وقد يترتب عليها لا قدر الله مسألة الانفصال.
الأمر الثاني: أسألك هل هي خطبة أم عقد قران؟ فإذا كانت خطبة فالخطبة لا يترتب عليها أي شيء؛ لأن الخاطب بالنسبة لخطيبته شخص عادي جدا، كل الذي بينه وبينها أن هناك وعدا بالزواج ولكن ليس هناك زواج، ولذلك الكلام المفتوح ليس بوارد حقيقة في فترة الخطوبة أبدا؛ لأن الخطبة عبارة عن شخص عادي وأنت شخصية عادية جدا بالنسبة له، ومسألة تبادل الحب والغرام والعواطف هذه لا وجود لها في فترة الخطبة ولا نحرص عليها، فكونك أنك تحرصين على أن يشغل بك ويكون حريصا عليك ويشعر بمحبتك، فإذا كانت مجرد خطبة فهذا ليس من حقك ولا من حقه؛ لأنه كما ذكرت هذا وعد بالزواج فقط وليس زواجا، ولذلك الأفضل فعلا ألا يحدث هناك تعلق لا منك ولا منه، وتكون العلاقة عادية حتى تنشأ قاعدة الحب القوي بعد الدخول وبعد البناء - إن شاء الله تعالى -.
أما إذا كان عاقدا عليك وهناك كتب كتاب فهو زوجك فعلا، وفي تلك الحال من الممكن أن تفكري فعلا في تقوية العلاقة بينك وبينه، ورجائي ألا تطول فترة العقد، وإنما على قدر الاستطاعة، حاولوا أن تضيقوها إلى أبعد قدر حتى لا تحدث بينكم مشاكل وخلافات أو مثلا قد يندم عندما يراك في خطأ معين أو أيضا قد تشعرين بالندم عندما ترينه في خطأ معين أو خطأ ما، فأنا أتمنى أن تضيقوا هذه الفترة قدر الاستطاعة.. هذا أمر.
أما بالنسبة لقضية شغل التفكير؛ لماذا لا تبدءا معا إذا كان قد عقد عليك بمشروع إسلامي؟ بمعنى: ما رأيك لو نبدأ معا في حفظ القرآن الكريم؟ لأن هذا يؤدي إلى تواصل القلوب وتقوية العلاقة، فمثلا أنت تبدئي تسمعين له عبر الهاتف مثلا ما حفظ وهو يسمع لك ما حفظ، وأيضا تقرءا معا كتابا معينا وهو يراجع معك وأن تراجعي معه، ما دام زوجك قد عقد عليك، من الممكن أن يتم هذا في المنزل عندكم أو أن يكون عبر الهاتف مثلا لمدة ساعة أو نصف ساعة يوميا، هذا سيجعل المودة بينكما من أروع ما يمكن.
أيضا تدرسا معا كتابا في فن الحياة الزوجية، توجد كتب رائعة جدا موجودة في المكتبات عندكم الإسلامية وغيرها (فن الحياة الزوجية)، وهناك كتاب (كيف تسعدين زوجك)، وهناك كتاب (كيف تسعد زوجتك)، فنقرءا قراءة متبادلة؛ لأن الحياة الزوجية عبادة وكل عبادة لها أركان ولها شروط ولها واجبات ولها سنن وآداب وهيئات، فبدلا من أن يكون هناك الحب فقط فإن الحب وحده لا يكفي حقيقة، وإنما معرفة الحقوق الشرعية، معرفة ما لك وما عليك، ومعرفة ما له وما عليه، هذه تؤدي إلى نجاح مشروع الزواج؛ لأن كثير من الحالات تنشأ المشاكل في بيت كان منبعه الحب، قصة حب استمرت مثلا عدة سنوات قد تكون لسنوات ثلاث أو خمس، حب وتعلق غير عادي، ثم بعد ذلك تبدأ الحياة الزوجية ويحدث الطلاق، لماذا؟ لأن الحب وحده لا يكفي، ولكن أتمنى خلال هذه الفترة أن نستغلها في التعرف على فقه الحياة الزوجية، لأنها عبادة كما ذكرت ولها فقه لابد أن نتعلمه، أنت تتعلمي منزلة زوجك في الإسلام وما هي حقوقه الواجبة عليك، وهو أيضا يتعلم منزلتك في الإسلام وما هي الحقوق الواجبة أيضا عليه لك، وأيضا التفاهم معا وكيفية إدارة الحوار في البيت، وكيفية وضع مثلا خطة اقتصادية للحياة المستقبلية - بإذن الله تعالى – وكيفية وضع خطة علمية ماذا نقرأ وماذا نعلم وماذا نقول وماذا نفعل؟
لو أنكم وضعتم مشروعا علميا مشتركا بينكما أنا واثق أن هذا سيزيد المودة والمحبة بينكما، لأنكما ستلتقيان في مشروع أشبه ما يكون بالمشروع الهندسي عند طلبة كلية الهندسة، كل واحد حريص على أن يقدم شيئا، وبذلك - إن شاء الله تعالى وبإذن الله تعالى – أعتقد أنه إذا أكرمك الله وأقنعته بهذه الفكرة ستكونين من أحب الناس إلى قلبه وهو كذلك أيضا، مع كثرة الدعاء أنت وهو أن الله تبارك وتعالى يحببك فيه ويحببه فيك، وأن يجعلك حظية ومحبوبة عنده ومقربة لديه، لأنك كما تعلمين أن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء.
أسأل الله لكما السعادة الدائمة، وأسأل الله تعالى لكما التوفيق والسداد، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يوفقكما لإقامة مشروع إسلامي رائع تدرسان فيه فقه الحياة الزوجية وتضعا خطة للمستقبل المشرق - بإذن الله تعالى -.
هذا وبالله التوفيق.