السؤال
أنا شابة تم عقد قراني والدخلة بعد سنة، دائما يكلمني زوجي أنه يحب الفتاة التي شعرها طويل ورشيقة، وأنا شعري قصير ووزني زائد، وهو يعلم ذلك تماما.
أخاف أن لا يستمتع بمعاشرتي وأن ينظر لفتاة أخرى غيري، وأخاف أن يكون تعاملي الطيب معه ومع أمه سبب زواجه مني.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجملك في نظر زوجك، وأن يجمع بينكما على خير، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – من أنه قد تم عقد قرانك وبينك وبين الدخول سنة كاملة وزوجك يخبرك أنه يحب الفتاة التي يكون شعرها طويلا وأن تكون رشيقة، أما أنت فإن شعرك قصير ووزنك زائد وتخافين من ألا يستمتع بمعاشرتك وأن ينظر لفتاة أخرى غيرك.
أقول: من الممكن من الآن أن نبدأ في عملية تخفيف الوزن، وهذا أمر من فضل الله تعالى لن يكون شاقا ولا مستحيلا، فكثير من الأخوات وكثير من الأخوة بدأوا في اتباع نظام غذائي معين بوصفة طبية ومن فضل الله تعالى أصبحوا الآن في وضع رائع وفي وضع جيد، ولذلك أنا أعتقد أنه من الممكن - بإذن الله تعالى – أن تتخلصي من هذه الزيادة في فترة بسيطة، وأن تتأقلمي على نظام غذائي معين، وبذلك نكون قد حلينا مشكلة الرشاقة.
وأما طول شعرك فأنت أمامك – كما ذكرت – عام كامل بمقدورك لو تركت الشعر مع الاهتمام -إن شاء الله تعالى – يطول ويصبح معقولا، وبذلك نكون قد حققنا الشق البدني، وأنت قد أكرمك الله تبارك وتعالى بشق آخر وهو مسألة طيب المعاملة، فأنت تقولين أنك تحسنين التعامل معه ومع أمه، وهذا كنز حقيقة أروع من الشعر، وأروع من الوزن، وأروع من الرشاقة؛ لأنه ماذا سيستفيد الرجل من امرأة لا تحسن التعامل معه ولا تكرم أمه؟! ولو أنها كانت ملكة جمال العالم قطعا قد يطلقها كرامة لأمه، وقد يكرهها لسوء معاملتها معه، ولذلك أنا أرى بأن الله قد حباك كنزا عظيما، وهو الكنز الباقي والدائم وهو حسن العشرة وطيب الخلق، هذه حقيقة هي التي ينبغي أن يركز عليه، وأنا أقول بأن الله قد منحك تلك النعمة العظيمة، وبمقدورك بأقل جهد - إن شاء الله تعالى – في الجانب البدني أن تحققي الأمرين معا، فيما يتعلق بمسألة المظهر؛ لأن هذا ـ ولله الحمد والمنة – كما ذكرت لك – ليس بالأمر المستحيل، وإنما يحتاج إلى عزيمة وإرادة، واستعانة بالله تبارك وتعالى وسوف تحققين تقدما هائلا في موضوع الوزن، وكذلك الشعور لو ترك عاما حتى ولو لم يكن هناك شعر بالمرة في خلال عام لأصبح الشعر وافرا؛ لأن الشعر ينمو يوميا - بفضل الله تعالى -.
فأنا - بارك الله فيك – أرى ألا تفكري في هذه المسألة، وألا تأخذيها على محمل الجد، وأرى أن خوفك لا محل له، حيث إنك تستطيعين أن تطوري - بإذن الله تعالى – من نفسك جسديا بصورة رائعة، حتى تشعرين بأنك قد أعنت زوجك على غض بصره وتحصين فرجه، ولكن كما ذكرت لك الكنز العظيم والكبير الذي ينبغي أن تحتفي به وأن تعتزي به إنما هو طيب العشرة وحسن المعاملة.
أنا أرى أن هذا الكنز يغتفر معه كل شيء، فالناس يبحثون حقيقة عن الأخت التي تتمتع بتلك الصفة، وهذا نوع من التميز حقيقة الذي أكرمك الله تبارك وتعالى به، وأسأل الله تعالى ألا يحرمك هذه النعمة أبدا بإذنه تعالى، ولذلك أقول:
لا داعي للخوف - بارك الله فيك – واستعيني بالله عز وجل وابدئي في تطبيق النظام الغذائي الذي يصفه لك الطبيب أو الطبيبة، وكما ذكرت لك ترك قضية الشعر مع الاهتمام بتنظيفه ووضع عليه بعض الدهون التي قد تكون مفيدة، وكل ذلك - إن شاء الله تعالى – سوف يكون سببا في تحقيق ما تصبو إليه ولن يكون هناك داعي لهذا الخوف - إن شاء الله تعالى -.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.